وقد ذكر مكرراً بهذا اللقب في أخبار الأدعية والزيارات . ولم يجعل الله تعالى احداً هادياً للعالم كافة ، ولم يرسله اليهم ، بل لم يعده باتمام عمله ; الّا بعد أن يحصل هو حقيقة الهداية ، وبعد أن تفتح له جميع الطرق الى الحق والحقيقة ، وبعد أن يصل الى جميع مقاصدها ، ويكون قادراً على القيام بالهداية ، فبعد ذلك يجعله الله تعالى هادياً ، ويشرفه بهذا اللقب ، فلابدّ ان يكون مهدياً ، ولا يلقب حضرته بالمهدي الّا بعد ان يكون عنده هذا المقام من الهداية ليتمكن على القيام بواسطة جنابه المقدس في مقام هداية الخلق ، ويعلم كل واحد طريقاً ويقدر على ان يوصله الى غايته بحسب قابلياته . وطبق هذه الملاحظة فيمكن تفسير كل واحد منها بالآخر كما تقدّم في لقب ( المهدي ) عندما سئل الإمام الصادق عليه السلام عن معنى المهدي ، فانّه قال عليه السلام : " لانّه يهدي الناس . . الخ " يعني انّ ذلك المهدي سمّاه الله تعالى مهدياً لأنّه منح مقام الهداية بحيث يقدر ان يقوم بمقام الهداية عن وجوده الأقدس . ونظير اشكال تفسير المهدي بالهادي يوجد اشكال في لقب أمير المؤمنين عليه السلام المبارك كما روي في معاني الأخبار والعلل عن الإمام الباقر عليه السلام انّه سئل : لم سمّي امير المؤمنين عليه السلام امير المؤمنين ؟ قال : لأنّه يميرهم العلم ، اما سمعت كتاب الله عزّ وجلّ : { ونمير أهلنا } . ( 1 ) ووجه الاشكال : انّ الميرة بمعنى جلب الطعام من مار ، يمير ، ميراً . وأمير من أمَرَ يأمر . وقال بعض : انّه على وجه القلب . وقال بعض : امير فعل مضارع على صيغة المتكلم ، ويكون عليه السلام قد قال