الوثيقة به ، نجد ذلك من خلال حركة التنباك ، فان علاقة الشيخ فضل الله ( وكان من ابرز قادة الثورة في طهران ) مباشرة بالشيخ حسين النوري ، وهو بزعيم الثورة الميرزا الشيرازي قدس سره ) . فهل لهذا العلامة اثر في فهم حركة الشيخ حسين النوري السياسية ؟ ان أقل ما تعطي هذه الملامح ان النوري قدس سره كان من المتصدين لهموم الأمة ، ولم يكن يعيش منعزلا عن همومها وقد تحمل الكثير من المعارك الجانبية من اجل هذا التصدي ، ولعل ضجة ( فصل الخطاب ) التي سوف يأتي الحديث عنها كان من أهمها هذا العامل الذي اثر على حركته الاجتماعية المستقبلية واوقعته اخيراً بشبه العزلة . ولا يمكن لأي دارس لذلك العصر ان يتجاوز هذين الحدثين لارتباطهما بعضهما بالبعض الاخر ، وبتعبير بعض المحللين السياسيين للتاريخ الإيراني ان ثورة التنباك كانت مقدمة لثورة المشروطة ( 1 ) . ومع ان التاريخ لم يسجل للشيخ النوري دوراً في هذين الحدثين المهمين الاّ هامشياً ، ولكن قربه من قادة الثورة يلزم الباحث ان يتعرض ولو بالاجمال إلى علاقة النوري بالقائد الشيرازي . واما هامشية دوره في الثورة الدستورية فواضح باعتبار عدم معاصرته لها . واما بالنسبة لثورة التنباك باعتبار ان الحدث وقع في إيران ، وكان الشيخ النوري وقتها يعيش في سامراء ، وإضافة إلى ان المتصدي للحركة كان موجوداً وهو الإمام المجدد الشيرازي قدس سره ، وجرت الطريقة العلمائية من السلف الصالح في العهد القاجاري بحصر التصدي السياسي بشخص المرجع والمجتهدين الذين يجاورون الحدث ، وكلما ابتعد الآخرون عن مكان الحدث كلما ضعف دورهم السياسي فيه ، كما
1 - راجع : تاريخ سياسي معاصر إيران ( دكتر سيد جلال الدين مدني ) : ج 1 ، ص 23 - باللغة الفارسية .