الاعتراف بالقصور عن تأدية حقه . . . " ( 1 ) . وقال في مكان آخر : " تشرفت بخدمته للمرة الأولى في سامراء في ( 1313 ) بعد وفاة المجدد الشيرازي بسنة وهي سنة ورودي العراق . . . وذلك عندما قصدت سامراء زائراً قبل ورودي إلى النجف فوفقت لرؤية المترجم له بداره حيث قصدتها لاستماع مصيبة الحسين عليه السلام ، وذلك يوم الجمعة الذي ينعقد فيه مجلس بداره ، وكان المجلس غاصاً بالحضور والشيخ على الكرسي مشغول بالوعظ ، ثم ذكر المصيبة وتفرق الحاضرون ، فانصرفت وفي نفسي ما يعلمه الله من اجلال واعجاب واكبار لهذا الشيخ إذ رأيت فيه حين رأيته سمات الأبرار من رجالنا الأول . ولما وصلت إلى النجف بقيت أُمني النفس لو ان تتفق لي صلة مع هذا الشيخ لاستفيد منه عن كثب " ( 2 ) . وقال الشيخ عباس القمي وهو من ابرز تلاميذه في وصف أستاذه النوري ومؤبناً له ومتأسفاً بلوعة حرى على أيامه : " ويحق لي ان أقول ولقد عشت بعد الشيخ عيشة الحوت في البر ، وبقيت في الدهر ولكن بقاء الثلج في الحر ، فلقد كان [ له ] ( 3 ) رحمه الله عليّ من الحقوق الواجب شكرها ما يكل شبا يراعتي وبراعتي عن ذكرها ، وهو شيخي الذي اخذت عنه في بدء حالي وانضويت ( 4 ) إلى موائد فوائده يعملات رحالي ، فوهبني من فضله ما لا يضيع ، وحنى عليّ حنو الظئر على الرضيع ، ففرش لي حجر علومه ، وأَلْقَمَني ثدي معلومه ، فعادت عليّ بركات أنفاسه ، واستضاءت من ضياء نبراسه ، فما يسفح به
1 - نقباء البشر : ج 2 ، ص 543 . 2 - نقباء البشر : ج 2 ، ص 545 . 3 - أضيفت لتتم الجملة . 4 - في المصدر المطبوع ( وانفيت ) .