وَنرِى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُون ( 1 ) . { وفي رواية الحضيني ، انّه عليه السلام قال له بعد تلاوة هذه الآية : اقرأ يا بني مما انزل الله على انبيائه ورسله ، فابتدأ بصحف آدم فقرأها بالسريانية ، وكتاب ادريس ، وكتاب نوح ، وكتاب هود ، وكتاب صالح ، وصحف ابراهيم ، وتوراة موسى ، وزبور داود ، وانجيل عيسى ، وفرقان جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، ثم قصّ قصص الأنبياء والمرسلين إلى عهده ( 2 ) . وفي الرواية الأولى : قالت حكيمة : فلمّا أن كان بعد اربعين يوماً ردّ الغلام ووجّه اليّ ابن اخي عليه السلام فدعاني فدخلت عليه فاذا أنا بصبي متحرك يمشي بين يديه فقلت : سيدي هذا ابن سنتين ! فتبسّم عليه السلام ثم قال : انّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم ، وانّ الصبي منا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة ، وإن الصبي منّا ليتكلّم في بطن أمّه ويقرأ القرآن ويعبد ربّه عزّ وجل ، وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه كل صباح ومساء . قالت حكيمة : فلم أزل أرى ذلك الصبي كل اربعين يوماً إلى أن رأيته رجلا قبل مضي أبي محمد عليه السلام بأيّام قلائل فلم أعرفه ، فقلت لأبي محمد عليه السلام : من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه ؟ فقال : ابن نرجس وهو خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي ، قالت حكيمة : فمضى أبو محمد عليه السلام بعد أيام قلائل وافترق الناس كما ترى ووالله اني لأراه صباحاً ومساء وأنه لينبئني عما تسألوني عنه فأخبركم ، ووالله اني لأريد أن اساله عن الشيء فيبدؤني به ، وإنه ليرد على الأمر فيخرج إلى منه جوابه من ساعته من غير مسألتي ، وقد اخبرني البارحة
1 - كمال الدين ( الصدوق ) : ص 425 - 426 . 2 - الهداية الكبرى : ص 356 .