فرأى أن لا توجد وسيلة أحسن من التشبث بأذيال خليفة الرحمن وإمام الإنس والجان عليه السلام وخدمة هذا الولي العلي القدر ، العظيم الشأن . ولهذا فقد التمس وقبل عدة أشهر من حضرة المستطاب فخر الشيعة وتاج الشريعة رئيس المسلمين وسيد الفقهاء الكاملين وأفضل العلماء الراشدين المنتهى إليه رئاسة الإمامية في عصره ، حجة الاسلام الحاج الميرزا محمد حسن الشيرازي المجاور لبلدة ( سُرّ مَنْ رأى ) الطيبة متّع الله تعالى أهل الايمان بطول بقائه أن يأمر بترجمة كتاب ( كمال الدين ) الشريف للشيخ الأقدم أبي جعفر محمد بن عليّ بن بابويه الملقب بالصدوق رضوان الله عليه إلى اللغة الفارسية ليقوم بطبعه ونشره في وسط أهل الإيمان . فاستشارني سماحته دام ظله العالي في إجابة هذا الطلب ، فأجبته أن العالم الفاضل السيد علي بن السيد محمد الاصفهاني المعروف بالإمامي تلميذ العلامة المجلسي ، قد ترجم هذا الكتاب ضمن كتابه " هشت بهشت ( ثمان جنات ) " التي ترجم فيها ثمانية كتب من أمثال العيون والأمالي والخصال . وكذلك ترجم هذا الكتاب الشريف المذكور بعض الفضلاء المعاصرين من سادات شمس آباد أصفهان . وعليه فليس هناك فائدة في تحمل أي جهد لتجديد ترجمته ، فمن الأحسن أن يُسعى في الحصول على تلك الترجمة لنشرها . وبعد ذلك انصرف ذهنه عن هذا الموضوع ليهتم في الكتاب الآخر الذي تحدث عنه ، ومضت على هذه القضية مدة من الزمن حتى شهر شعبان الماضي من سنة 1303 ه - ، فقد كنت حاضراً ليلة في مجلسه الشريف وجاء الحديث بالأثناء عن تلك المسألة ، وعاد التحقيق بالموضوع ، وأخيراً قال : من الأحسن أن يكتب كتاب مستقلٌ في هذا الباب وانك الشخص المناسب للقيام بهذه الخدمة . ونظراً لقلة البضاعة العلمية عند هذا الحقير ، ولكثرة توارد أسباب