نام کتاب : المناقب نویسنده : الموفق الخوارزمي جلد : 1 صفحه : 251
أما بعد ، فان الله اختار بعلمه محمدا " صلى الله عليه وآله فجعله الأمين على وحيه ورسولا إلى خلقه ، واختار له من المسلمين أعوانا ، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الاسلام ، كان أفضلهم اسلاما " وأنصحهم لله ولرسوله خليفته وخليفة خليفته والخليفة الثالث المظلوم ، عثمان بن عفان فكلهم حسدت وعلى كلهم بغيت . عرفنا ذلك في نظرك الشزر وقولك الهجر وتنفسك الصعداء في ابطائك بالبيعة عن الخلفاء ، في كل ذلك تقادكما يقاد الجمل المخشوش [1] حتى تبايع وأنت كاره ، ولم تكن لأحد منهم أشد حسدا " منك لابن عمك عثمان بن عفان وكان أحقهم ان لا تفعل ذلك به لقرابته وصهره فهجنت محاسنه وقطعت رحمه وأظهرت له العداوة حتى ضربت إليه الإبل من الآفاق ، وندبت إليه الخيل العراب [2] ، فشهر عليه السلاح في حرم رسول الله صلى الله عليه وآله تسمع الواعية في داره فلم ترد عليه بقول ولا فعل ، وأقسم ان لو قمت مقاما " واحدا " ، تنهى الناس عنه ما عدل بك أحد [3] ، ولمحى عنك عيب ما كنت تقرف به وأخرى ، أربت [4] بها عند أولياء عثمان وأنصاره ، إيواؤك قتلته . فهم يدك وعضدك وأنصارك وقد ذكر لي أنك تنتفي من دمه ، فان كنت صادقا " فادفع إلي قتلته ثم نحن أسرع الناس إليك إجابة ، وإلا فإنه ليس لك ولا لأصحابك عندنا إلا السيوف ، ووالله الذي لا إله غيره ، لنطلبن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل حتى نقتلهم به أو تلحق أرواحنا بالله تعالى [5] : فاخذ أبو مسلم الخولاني كتابه
[1] المخشوش : الذي جعل في عظم أنفه الخشاش وهو بالكسر ، عويد يجعل في انف البعير يشد به الزمام ليكون أسرع في انقياده . [2] خيل عراب أو إبل عراب : كرائم سالمة من الهجنة . [3] عدل فلانا بفلان يسوى بينهما - المعجم الوسيط - المستعمل في المتن على صيغة المجهول من هذه الباب . [4] أرب فلان بالشئ : كلف به ولزمه - المعجم الوسيط . [5] وقعة صفين - لنصر بن مزاحم ص 87 .
251
نام کتاب : المناقب نویسنده : الموفق الخوارزمي جلد : 1 صفحه : 251