نام کتاب : المناقب نویسنده : الموفق الخوارزمي جلد : 1 صفحه : 198
فكان آخر العهد منه [1] . قال " رضي الله عنه " : الضيح والضياح : اللبن الرقيق . وروى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ارسل إلى معاوية رسله الطرماح وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين ، وكتب إليه مرة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له وسوابقه في الإسلام ، لئلا يكون بين أهل العراق وأهل الشام محاربة ، ومعاوية يعتل بدم عثمان ويستغوي بذلك جهال الشام وأجلاف العرب ويستميل طلبة الدنيا بالأموال والولايات ، وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته وأهل مودته وعشيرته في قتال علي رضي الله عنه فقال له أخوه عتبة : هذا أمر عظيم لا يتم الا بعمرو ابن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر ، يخدع ولا يخدع ، وقلوب أهل الشام مائلة إليه ، فقال معاوية : صدقت والله ، ولكنه يحب عليا فأخاف ان لا يجيئني ، فقال : اخدعه بالأموال ومصر ، فكتب إليه معاوية : من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان ، امام المسلمين وخليفة رسول رب العالمين ذي النورين ختن المصطفى على ابنتيه وصاحب جيش العسرة وبئر رومة ، المعدوم الناصر ، الكثير الخاذل ، المحصور في منزله ، المقتول عطشا " وظلما " في محرابه ، المعذب بأسياف الفسقة ، إلى عمرو بن العاص ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وثقته وأمير عسكره بذات السلاسل ، المعظم رأيه ، المفخم تدبيره . أما بعد لن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنين وما أصيبوا به من الفجيعة بقتل عثمان وما ارتكب به جاره حسدا وبغيا بامتناعه من نصرته وخذلانه إياه واشلائه [2] الغاغة عليه حتى قتلوه في محرابه ، فيالها من مصيبة
[1] الإمامة والسياسة 1 / 126 . [2] الإشلاء : الاغراء . يقال أشلى الكلب على الصيد وهو مأخوذ من الشلو ، لأن المراد به التسليط على أشلاء الصيد وهي أعضاؤه . والغاغة : الكثير المختلط من الناس .
198
نام کتاب : المناقب نویسنده : الموفق الخوارزمي جلد : 1 صفحه : 198