أعراضهم وكراماتهم للهدر ، أو أملاً بحسن الذكر ، وطيب الأحدوثة ؛ أو طمعاً بزعامة قبيلة أو منافسة قرين . 2 - حميتهم وعصبيتهم ، وهذه في الحقيقة صفة ذميمة ، إذ أنهم يرون أن النصر لا بد أن يكون لذوي قرابتهم ، ولابن قبيلتهم ، وأن العون لابد أن يمحض له ، ظالماً كان أو مظلوماً . 3 - الشجاعة : وإنما يستحق صاحبها المدح والذم بملاحظة الأهداف في الموارد التي يستعملها فيها ، فإذا استعملت في مورد حسن ؛ استحق صاحبها مدحاً ، وإلا فذماً . ونحن إذا دققنا النظر فإننا نجد : أن سر شجاعة العرب هو أنهم بحكم بيئتهم وحياتهم في الصحراء ، بلا حواجز وموانع طبيعية أو غيرها . ومواجهتهم الخطر المستمر من الحيوان ، ومن بني الإنسان على حد سواء ، يشعر كل فرد منهم : أنه مسؤول عن حماية نفسه ، والدفاع عنها بنفسه ، ولا يرد عنه إلا يده وسيفه ، ما دام أنه في كل حين عرضة للغزو ، والنهب ، والسلب ، وأخذ الثارات منه . فكأنهم يتعاملون بمنطق ؛ إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ، وبعد فهل يمدح الذئب على فتكه بفريسته ، وتمزيقه لها ؟ ! إلا إذا كان هذا الفتك من منطلق الدفاع عن المثل أو القيم ، أو عن الضعيف الذي يحتاج إلى الناصر ، أو ما إلى ذلك . 4 - النجدة والإقدام : ولا يختلف الكلام في ذلك عن الكلام في الشجاعة ، إلا أننا نشير هنا إلى أن ذلك يرجع لاطمئنان العربي إلى أنه غير مسؤول عما يعمل ، بل هو منصور من قبل قبيلته على كل حال ، ظالماً كان أو مظلوماً .