فسكروا ؛ فنزل تحريم الخمر وقال ابن الوردي : نزل تحريم الخمر وهو محاصرهم . وقال في الروضة : إن غزوة بني النضير سنة ثلاث : وإن تحريم الخمر بعد غزوة أحد والله أعلم . عن جابر بن عبد الله ( رض ) قال : حاصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بني النضير ، فضرب قبته قريباً من مسجد الفضيخ ، وكان يصلي في موضع الفضيخ ست ليال ، فلما حرمت الخمر خرج الخبر إلى أبي أيوب ، ونفر من الأنصار ، وهم يشربون فيه فضيخاً ، فحلوا وقاء السقاء ، فهراقوه فيه ، فبذلك سمي مسجد الفضيخ . وروى القمي : أنه لما نزل تحريم الخمر خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المسجد فقعد فيه ، ثم دعا بآنيتهم التي كانوا ينتبذون فيها ، فأكفأها كلها ، وقال : هذه كلها خمر ، وقد حرمها الله ، وكان أكثر شيء أكفئ يومئذٍ من الأشربة الفضيخ ، فلذلك سمي المسجد ب ‹ مسجد الفضيخ › . وأكثر من ذلك كله جرأة على الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ما رووه عن ابن عمر : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أُتي بجرة فضيخ بسر ، وهو في مسجد الفضيخ فشربه ، فلذلك سمي مسجد الفضيخ . والفضيخ : عصير العنب ، وشراب يتخذ من بسر مفضوخ ، ومسجد الفضيخ هو المعروف بمسجد الشمس . هذا كله عدا عن روايتهم : أن هناك من كان يهدي لرسول الله خمراً عدة سنوات إلى أن حرمت الخمر . ونقول : إن تحريم الخمر قد كان في مكة . . فإن كان لهذه الرواية حظ من الصحة فلا بد أن يكون الأصحاب قد خالفوا حكم الله فيها ، وارتكبوا الحرام ، فنهاهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن ذلك ، وما ذكر آنفاً عن أبي أيوب ونفر من الأنصار دليل على صحة ذلك . .