على نخلة . . فلما رأى السيف وقع في نفسه ، فألقى الكساء الذي كان عليه ، وتكشف ، فإذا هو مجبوب . فرجع علي ( عليه السلام ) إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأخبره فقال : يا رسول الله ، أرأيت إذا أمرت أحدنا بالأمر ثم رأى ، في غير ذلك ، أيراجعك ؟ قال : نعم . فأخبره بما رأى من القبطي . وروى السيوطي ، عن ابن مردويه ، عن أنس : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنزل أم إبراهيم منزل أبي أيوب ، قالت عائشة : فدخل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيتها يوماً ، فوجد خلوة ، فأصابها ، فحملت بإبراهيم . . قالت عائشة : فلما استبان حملها ، فزعت من ذلك ، فمكث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى ولدت ، فلم يكن لأمه لبن ، فاشترى له ضائنة يغذي منها الصبي ، فصلح عليه جسمه ، وصفا لونه ، فجاء به يوماً يحمله على عنقه . . فقال : يا عائشة ، كيف ترين الشبه . فقلت - وأنا غيرى - : ما أرى شبهاً . . فقال : ولا باللحم ؟ فقلت : لعمري ، لمن تغذى بألبان الضأن ليحسن لحمه . . قال : فجزعت عائشة وحفصة من ذلك ، فعاتبته حفصة ، فحرّمها ، وأسرّ إليها سراً ، فأفشته إلى عائشة ، فنزلت آية التحريم ، فأعتق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رقبة . . ويقول ابن أبي الحديد المعتزلي عن موقف عائشة حين موت إبراهيم ( عليه السلام ) « . . ثم مات إبراهيم فأبطنت شماتة ، وإن أظهرت كآبة . . » . ولقد احتمل بعض العلماء : أن عمر بن الخطاب أيضاً قد شارك في إثارة الشبهات حول مارية بالإضافة إلى حفصة وعائشة . . ومستندهم في ذلك بعض الروايات الواردة عند الطبراني وغيره .