responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 173


‹ عز به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأهل الإسلام ، فشق ذلك على المشركين ، فعدلوا عن المنابذة إلى المعاتبة ، وأقبلوا يرغبونه في المال والأنعام ، ويعرضون عليه الأزواج › . وقد كان إسلام حمزة تطوراً جديداً لم يكن قد دخل في حسابات قريش ، حيث قلب الموازين رأساً على عقب ، وفتّ في عضد قريش ، وزاد من مخاوفها ، وكبح من جماحها . فقد مر أبو جهل بالرسول عند الصفا ، فآذاه وشتمه ، ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه ، والتضعيف لأمره ، فلم يكلمه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) . وكان حمزة صاحب صيد وقنص ، وكان إذا رجع بدأ بالبيت ، وطاف به ، وسلم على من فيه ، ورجع إلى بيته . وفي هذه المرة كان حمزة راجعاً من صيده ، فأخبرته إحدى النساء بما كان من أبي جهل تجاه الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، فاحتمل حمزة الغضب ، ودخل المسجد ، فرأى أبا جهل جالساً مع القوم ، فأقبل نحوه ، حتى إذا قام على رأسه رفع القوس ، فضربه بها ضربة شجه بها شجة منكرة . ثم قال : ‹ أتشتمه وأنا على دينه ، أقول ما يقول ؟ ردها عليّ إن استطعت › . وكان ذلك بعد أن تضرع إليه أبو جهل ، وأخذ بثوبه ، فلم يقبل منه . فقام رجال من بني مخزوم ، لينصروا أبا جهل ، فقالوا لحمزة : ‹ ما نراك إلا قد صبأت ؟ › فقال حمزة : ‹ وما يمنعني ؟ وقد استبان لي منه أنه رسول الله ، والذي يقول حق ؟ ! فوالله لا أنزع ، فامنعوني إن كنتم صادقين › . فقال أبو جهل : ‹ دعوا أبا عمارة ، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سباً قبيحاً › . وقال حمزة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : ‹ فأظهر يا ابن أخي دينك ، فوالله ما أحب أن لي ما أظلته السماء ، وأني على دين الأول › . وكان حمزة أعز فتى في قريش ، وأشدهم شكيمة .
وقد يستفاد من قوله : ‹ أتشتمه وأنا على دينه › . أن إسلامه كان متقدماً على ذلك الوقت ، ولكنه كان يتكتم به لظروف خاصة .

173

نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست