اختلافها به تدويناً ، ودرساً ، وبحثاً ، وتمحيصاً ، وتعليلاً . فهي تريد أن تتعرف من خلال ذلك على بعض الملامح الخفية لواقعها الذي تعيشه ؛ لتستفيد منه كلبنة قوية وصلبة لمستقبلها الذي تقدم عليه . ولتكتشف منه أيضاً بعضاً من عوامل رقيها وانحطاطها ، ليكون ذلك معيناً لها على بناء نفسها بناء قوياً وسليماً ، والإعداد لمستقبلها على أسس متينة وقوية وراسخة . < فهرس الموضوعات > ونحن هل نملك تاريخاً : < / فهرس الموضوعات > ونحن هل نملك تاريخاً : إن ما لدينا هو - في الأكثر - تاريخ الحكام والسلاطين ، وحتى تاريخ الحكام هذا ، فإنه قد جاء مشوهاً وممسوخاً ، ولا يستطيع أن يعكس بأمانة ، الصورة الحقيقية لحياتهم ولتصرفاتهم ومواقفهم ؛ لأن المؤرخ كان لا يسجل إلا ما يتوافق مع هوى الحاكم ، وينسجم مع ميوله ، ويخدم مصالحه ، مهما كان ذلك مخالفاً للواقع ، ولما يعتقده المؤرخ نفسه ، ويميل إليه . ومن هنا ، فإننا لا نفاجأ إذا رأينا المؤرخ يهتم بأمور تافهة وحقيرة ، فيسهب القول في وصف مجلس شراب ، أو منادمة لأمير أو حاكم ، أو يختلق أحداثاً ، أو شخصيات لا وجود لها ، ثم يهمل أحداثاً خطيرة ، أو يتجاهل شخصيات لها مكانتها وأثرها العميق في التاريخ ، وفي الأمة . أو يشوه أموراً صدرت من الحاكم نفسه ، أو من غيره ، أو يحيطها - لسبب أو لآخر - بالكتمان ، ويثير حولها هالة من الإبهام والغموض . < فهرس الموضوعات > دراسة التاريخ : < / فهرس الموضوعات > دراسة التاريخ : إذن ، فلابد لمن يريد دراسة التاريخ والاستفادة من الكتب التاريخية والتراثية ، من أن يقرأها بحذر ووعي ، وبدقة وتأمل ، حتى لا يقع في فخ