مع أنهم يقولون : إن هذه السورة قد نزلت حينما كان النبي والمسلمون محصورين في الشعب . وقد كان ذلك بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة . وثالثاً : لقد روي : أن خديجة ولدت للنبي عبد الله ، ثم أبطأ عليها الولد ، فبينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يكلم رجلاً ، والعاص بن وائل ينظر إليه ، إذ مر رجل فسأل العاص عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : من هذا ؟ قال : هذا الأبتر . فأنزل الله : * ( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ ) * . فظاهر الرواية : أنها حين ولدت عبد الله لم تكن قد ولدت غيره ، أو أن من ولدتهم ماتوا جميعاً حتى لم يعد للنبي أولاد أصلاً . مع أن رقية كانت عند عثمان قبل ولادة فاطمة ، فلا يصح وصف العاص للنبي ( صلى الله عليه وآله ) بالأبتر فتنزل الآية . وخامساً : أن الدولابي يقول : إن عثمان كان قد تزوج رقية في الجاهلية . وذلك كله يؤكد ويؤيد : أن رقية التي تزوجها عثمان هي غير رقية التي يُدّعى أنها بنت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، والتي يقال : إنها ولدت بعد البعثة ، وأن التي تزوجها عثمان هي ربيبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لا ابنته . وقد كانت العرب تطلق على ربيبة الرجل أنها ابنته كما قلنا ، وكذلك يقال بالنسبة لأم كلثوم ، لأن الفرض أنها قد ولدت بعد البعثة أيضاً . هل زينب بنت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أم ربيبته ؟ وأما عن زينب فلا نستطيع أن نطمئن إلى أنها كانت بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً ، لأننا بالإضافة إلى أن ما قدمناه آنفاً حول زوجتي عثمان ، كله بعينه جارٍ هنا إذا كان أبو العاص بن الربيع قد تزوجها قبل البعثة - نشير كذلك إلى ما يلي :