وجعل طوله مئة ذراع في مثلها ، أو قريباً من ذلك ، وقيل : جعله سبعين في ستين . ويحتمل أن يكون كلاهما صحيحاً ، وأنه جعله في البناء الأول سبعين في ستين ، ثم وسعه في البناء الثاني . وابتنى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) مساكنه ، وابتنى أصحابه مساكنهم حول المسجد ، وكل قد شرع له إلى المسجد باباً . وقد سدت الأبواب كلها فيما بعد سوى باب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، كما سيأتي . عثمان وعمار : ويقولون : كان عثمان بن عفان رجلاً نظيفاً متنظفاً ، وكان يحمل اللبنة ، فيجافي بها عن ثوبه ، فإذا وضعها نفض كمه ، ونظر إلى ثوبه ، فإن أصابه شيء من التراب نفضه ، فنظر إليه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأنشأ يقول : لا يستوى من يعمر المساجدا يدأب فيها قائماً وقاعداً ومن يرى عن التراب حائداً فسمعها عمار بن ياسر ، فجعل يرتجز بها ، وهو لا يدري من يعني بها ، فمر بعثمان ، فقال : يا ابن سمية ، بمن تعرض - ومعه جريدة - فقال : لتكفن ، أو لأعترضن وجهك ، فسمعها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو جالس في ظل بيت أم سلمة - وفي رواية : في ظل بيته - فغضب ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قال : إن عمار بن ياسر جلدة ما بين عيني وأنفي ، فإذا بلغ ذلك من المرء فقد بلغ ، ووضع يده بين عينيه . فكف الناس عن ذلك ، ثم قالوا لعمار : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد غضب فيك ، ونخاف أن ينزل فينا القرآن . فقال : أنا أرضيه كما غضب . فقال : يا رسول الله ، مالي ولأصحابك ؟ قال : ما لك