( عليه السلام ) قد أشار عليهم بأن يكتبوا التاريخ من ‹ يوم هاجر › ، أو من ‹ يوم ترك النبي ( صلى الله عليه وآله ) أرض الشرك › ، وإنما كان ذلك في شهر ربيع الأول كما هو معلوم . وأما بالنسبة لسائر الصحابة ، فنذكر . . 1 - أن مالك بن أنس على ما حكاه السهيلي ، وغيره ، يقول : أول السنة الإسلامية ربيع الأول ، لأنه الشهر الذي هاجر فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . 2 - وقال الجهشياري : روي في خبر شاذ : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما ورد المدينة مهاجراً من مكة يوم الاثنين لاثني عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة أربع عشرة من حين نبئ ، أمر بالتاريخ . 3 - الصاحب بن عباد وغيره يقولون : إن أول السنة كان ربيع الأول ، ثم رد إلى محرم . فما تقدم يدل على أن علياً ( عليه السلام ) ليس فقط لم يشر على عمر بشهر محرم ، - كما يزعمون - بل كان من المصرين على أن يبقى أول السنة هو شهر ربيع الأول ، الذي خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) من مكة ، أو من الغار ، أو ولج المدينة في أول يوم منه ، شأنه صلوات الله وسلامه عليه شأن كثيرين ممن لم يرضوا بمثل هذا التغيير ، لكنهم غلبوا على أمرهم بناء مسجد المدينة : واشترى النبي ( صلى الله عليه وآله ) - أو وهب له - موضع المسجد ، الذي يقال : إنه كان مربداً ليتيمين من الخزرج ، كانا في حجر أسعد بن زرارة ، أو غيره . واشتراه - على ما قيل - بعشرة دنانير . فأسس ( صلى الله عليه وآله ) المسجد في ذلك الموضع ، ونقلوا إليه الحجارة من منطقة الحرة ، وشارك ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه في نقلها ، الأمر الذي دفع الصحابة إلى الدأب في العمل ، والجد فيه .