ما ذكرناه ، ولعل عدداً منهم قد دخل مكة ، سراً أو جهراً ، بهدف الحصول على أموالهم التي كانت في مكة ، وتجديد العهد بأهلهم وذويهم ، وبالبيت العتيق ، ثم يسافرون إلى المدينة . ولكن قريشاً واجهتهم بالعنف والقسوة ، ولم ترع لهم حرمة ، ولا غربة ، ولا قرابة . وواضح : أن وصول هذه الثلة من مهاجري الحبشة إلى المدينة ، كان بعد عدة أشهر من وصول النبي ( صلى الله عليه وآله ) إليها ، إذ أن وصول نبأ هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) إليهم ، ثم هجرتهم إلى مكة ، وتصفية بعضهم علاقاتهم بها ، ثم ما جرى لهم مع قريش ، ثم سيرهم إلى المدينة ، يحتاج إلى وقت طويل . حتى إن البعض يذكر : أن ابن مسعود قد كان من جملة الثلاثين العائدين إلى مكة ، فالمدينة ، فوصل إلى المدينة حين كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يتجهز إلى بدر . آية الصلح بين المؤمنين : ويذكر البعض : من الحوادث التي كانت قبل غزوة بدر : أنه ( صلى الله عليه وآله ) ذهب ومعه المسلمون إلى ابن أبي تألفاً لقومه ، فلما أتاه قال له : إليك عني ، والله لقد أذاني ريح حمارك . فقال أحد الأنصار : والله لحمار رسول الله أطيب ريحاً منك . فتعصب لابن أبي رجل من قومه فشتمه ، فغضب لكل منهما أصحابه ، فكان بينهم ضرب بالجريد والنعال ؛ فنزل قوله تعالى : * ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا . . ) * وفي مجمع البيان : أن الذي قال لابن أبي ذلك ، هو عبد الله بن رواحة . وأن التضارب كان بين رهط ابن رواحة من الأوس ، ورهط ابن أبي من الخزرج .