فلذلك سمي أبو بكر وطلحة ب ‹ القرينين › . ويلاحظ هنا : إن الإسكافي قال : ‹ إنا لا نعلم : أن العذاب كان واقعاً إلا بعبد أو عسيف . ( وهو الأجير ) ، ولمن لا عشيرة له تمنعه › . مع أنهم يقولون : إن أبا بكر كان رئيساً متبعاً ، وكبيراً مطاعاً ينتظره عظماء قريش ولا يقطعون أمراً دونه ، حتى يأتيهم ليبتوا في أمر محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، . وعلى حسب تعبيراتهم : كان ذا مكانة علية ، وصدراً معظماً ، ورئيساً في قريش مكرماً ، فكيف يعذب أبو بكر من قبل جماعة ليسوا من قبيلته ؟ وكيف يترك قومه رئيسهم ، وصاحب مجدهم الباذخ ؟ يتعرض للمهانة من قبل هؤلاء ؟ . وعلى حد تعبير ابن هشام وغيره : كان ‹ مآلفاً لقومه ، محبباً ، سهلاً . إلى أن قال : وكان رجال قومه يأتونه ، ويألفونه لغير واحد من الأمر › . وعلى حد التعبير المزعوم لابن الدغنة : ‹ لا يخرج مثله . أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق ؟ › . ويلاحظ : أن هذه الكلمات هي - تقريباً - نفس الكلمات التي تُنسب إلى خديجة في وصف النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين بعثته . فاقرأ ، واسمع ، واعجب ما بدا لك ! ! ملاحظة : هل كان أبو بكر رئيساً ؟ إننا إنما ذكرنا هذا الذي سبق آنفاً ، لبيان تناقض كلماتهم ، إذ لو صح هذا لم يمكن أن يصح ذاك ، وإلا فنحن نشك في أن يكون أبو بكر رئيساً ، معظماً ، وكبيراً مطاعاً ، ويدل على ذلك : 1 - إن أبا بكر حج ، ومعه أبو سفيان ، فرفع صوته عليه ، فقال أبو قحافة : ‹ إخفض صوتك يا أبا بكر عن ابن حرب › فقال أبو بكر : ‹ يا أبا