من أنه قد سمي صديقاً ، حينما صدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في قضية الإسراء ، ولا لتصديق ما يذكرونه ، من أن ملكاً كان يكلم رسول الله حين المعراج بصوت أبي بكر . والصحيح : هو أنه قد كلمه بصوت علي ( عليه السلام ) ، كما ورد . وبذلك يظهر حال سائر ما يذكر لهذا الرجل من فضائل ومواقف تنسب إليه في السنوات الثلاث الأولى من البعثة . وبعدما تقدم نقول : قد جاء في الشفاء عن أبي حمراء قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ‹ لما أسري بي إلى السماء إذا على العرش مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي ( عليه السلام ) › . كيف كان الإسراء والمعراج : يرى البعض : أن الإسراء قد كان بالروح فقط ، في عالم الرؤيا ، ويحتجون بما عن عاثشة : ‹ ما فقدت جسد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) › . ولكن الصحيح هو ما ذهب إليه الإمامية ومعظم المسلمين من أن الإسراء إنما كان بالروح والجسد معاً . أما المعراج فذهب الأكثر إلى أنه كان بالروح والجسد وهو الصحيح أيضاً . ونحن نشير هنا إلى ما يلي : أولاً : بالنسبة لعائشة ، قال القسطلاني : ‹ وأجيب : بأن عائشة لم تحدّث به عن مشاهدة ؛ لأنها لم تكن إذ ذاك زوجاً ، ولا في سن من يضبط ، أو لم تكن ولدت بعد ، على الخلاف في الإسراء متى كان › . وثانياً : قال تعالى : * ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى ) * وقال في سورة النجم - إذا كانت الآيات ناظرة إلى المعراج ، وإذا كان الضمير يرجع فيها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لا إلى