نام کتاب : المصابيح في إثبات الإمامة نویسنده : حميد الدين الكرماني جلد : 1 صفحه : 55
وكان معارضة من يعارض فيقول : إن التأويل لا يعلمه إلا الله ، وأن الراسخون في العلم ابتداء لا محمول على ما تقدم من الخطاب باطلة بوجود ما يسقط معارضة من قول العرب عند الاختصار والايجاز . إذ قال لغيره : لا يسلم عليك إلا فلان وفلان يعتذر ولا يعلم الطب إلا فلان وفلان يناظر عليه ، ولا يعلم النحو إلا فلان وفلان يتعمق فيه ، ولا يجيئك إلا فلان وفلان راكبا [1] بمعنى أن كليهما يسلمان ويعتذر أحدهما ، وكليهما يعلمان الطب ويناظر عليه أحدهما ، وكليهما يعلمان النحو ويتعمق فيه أحدهما ، وكليهما يجيئان وراكبا أحدهما ، وجب أن يكون التأويل واجبا ، ويعلمه الراسخون في العلم ، إذا التأويل واجب . البرهان السابع : لما كان لا سبيل إلى تعريف ما لا يرى ولا يحس إلا بالعبارة عنه بما يرى ويحس ، وكان أخبار الرسول عليه السلام عما لا يرى ولا يحس من الله تعالى ، والجنة ونعيمها ، والجحيم وعذابها ، لزم أن يكون أخباره وعبارته عما عنه خبر وعبر مما لا يرى ويحس ، كما أخبر ( صلعم ) عن الجنة التي هي [2] الدار الآخرة وهي غير مرئية ولا محسوسة بالبساتين ، والأنهار ، والأشجار ، والثمار ، والمياه . وعن كون ما فيها بالولدان ، والأكواب ، والأباريق ، وحور [3] العين ، واللؤلؤ المكنون ، وجميع النعم الطبيعية التي كلها مرئية محسوسة ، وكما أخبر عن الجحيم وعذابها وهي غير مرئية ولا محسوسة ، بالنار والاحتراق ، والماء الحميم ، والغل ، والسلسة ، والقيد ، وجميع الآلام الطبيعية التي كلها مرئية محسوسة .
[1] سقطت في ( ش ) . [2] سقطت في ( ش ) . [3] في ( ع ) وحار .
55
نام کتاب : المصابيح في إثبات الإمامة نویسنده : حميد الدين الكرماني جلد : 1 صفحه : 55