نام کتاب : المصابيح في إثبات الإمامة نویسنده : حميد الدين الكرماني جلد : 1 صفحه : 50
الصبيان ، والأطفال ، كان من ذلك العلم بأن الأنفس ما لم تخرج إلى الفعل فلا شرف لها . ولما كان ما في قوته أن يشرف بالفعل فتركه على حالته في القوة ليس من الحكمة ، وكان إخراجه إلى الفعل بالفعل من الحكمة ، وجب من حيث وجوب فعل الحكمة على الحكيم أن يخرجها إلى الفعل بالفعل ، والفعل هو العمل ، وخير الأعمال ما كان مؤديا إلى عبادة الله تعالى . إذا الأعمال التي هي سنن الأنبياء ، وهي رياضة الأنفس وإخراجها إلى الفعل واجبة . البرهان السابع : لما كان كل ما لا يكون للنفس مما لا يرى ولا يحس مثال له محسوس من جهة الحس لا يمكنها دركه ، مثل هيئة الأفلاك وتراكيبها التي لا سبيل للنفس إلى تصورها إلا من جهة الصور الهندسية الواقعة تحت الحس التي هي أمثلة لها من جهة الحس ، وكانت الدار الآخرة [1] التي هي عالم النفس غير محسوسة ولا مرئية ، وهي دار المعاد ، وكان البشر مدعوين إليها ومخاطبين عليها وعنها ، وجب من حيث ندب البشر لطلبها ومعرفتها أن يكون لهم مثال لما يدعون إليه من جهة الحس ليدركوه ، كما أنه لو كان معرفة هيئة [2] الأفلاك وتركيبها فريضة ، وكان البشر مدعوين إلى تصورها لكان يجب مع امتناع معرفتها إلا من جهة الصور الهندسية المحسوسة أن تكون أمثلتها التي هي صور الهندسة موجودة فيما بينهم كلهم . والأمثلة هي الشرائع ، والرسوم الوضعية . إذا الشرائع هي أمثلة للنفس من جهة الحس لعالم النفس ، واجبة .