نام کتاب : المرأة مع النبي ( ص ) في حياته وشريعته نویسنده : الشهيدة بنت الهدى جلد : 1 صفحه : 18
وتوجيهاته . ولكن القدر سرعان ما يقف معه مرة أخرى لينتزع منه أمه ، وهو لا يزال طفلا طري العود . . يصحبها في سفرة تقصد بها أخواله ومعهم وصيفتها الأمينة أم أيمن ، وفي وسط الطريق ، وبين أميال مترامية وصحراء لا متناهية يمد القدر يده لينتزع منه آخر ركيزة له في الحياة فتلحق العلة بأمه وينتزعها الموت من بين يديه . ويعود محمد الصغير يتيما مرة أخرى أو بعبارة أخري يتيما مرتين ولا تمهله يد الزمن حتى تفقده جده البار الذي كان يعوضه بحنانه عن حنان الأبوة وبعطفه عن عطف الأمومة . وعند هذا يكفله عمه أبو طالب ويفتح له بيته وقلبه ويفسح له في مكانه وحنانه . وتكفله فاطمة بنت أسد زوجة عمه الكريمة كأحسن ما تكون الكفالة . تحله في المحل الرفيع من قلبها ورعايتها وتمد له يد العون والحدب بكل ما تستطيع . وفاطمة هي المرأة الثالثة في حياة الرسول العظيم فلم تكن تحس أن محمدا يختلف بقليل أو كثير عن أولادها الباقين ، بل إنها كانت تحس بأن لمحمد شأنا يخوله أن يحتل الصدارة في قلبها ، وعواطفها ، وكانت
18
نام کتاب : المرأة مع النبي ( ص ) في حياته وشريعته نویسنده : الشهيدة بنت الهدى جلد : 1 صفحه : 18