تمهيد : والبحث فيه عن المحسن السبط هل مولود أم سقط ؟ وذلك من خلال ثلاثة فصول نستعرض فيها ما قاله المؤرخون والنسابون من أهل السنة خاصة . الفصل الأول : فيمن ذكر المحسن السبط ولم يذكر شيئاً عن ولادته ولا عن سقوطه . الفصل الثاني : فيمن ذكر المحسن السبط وانّه مات صغيراً . الفصل الثالث : فيمن ذكر المحسن السبط وأنّه سقطٌ . وفي خلال هذا الفصل قد نمرّ ببعض المصادر الشيعية ، لأنّها تسلّط الضوء على ما أبهم ذكره ، واستبهم عن عمد أمره . ولابد لنا من المرور بالمصادر التاريخية التي ذكرت المحسن كحقيقة ثابتة ، لها وجود خارجي وليس وجوداً ذهنياً أو خيالاً وهمياً . وليكن البحث في المصادر السنية المعتبرة لدى الباحثين ، لنرى من هم من أصحابها الذين ذكروا المحسن ، سواء ذكروه مولوداً ، أم قالوا عنه مات صغيراً ، أم قالوا عنه مات سقطاً [1] .
[1] - وتمادى الغي ببعضهم فقالوا : إنّ محسناً ولدته فاطمة في زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سقطاً ، وقد أشار إليهم الحافظ ابن شهرآشوب السروي في مقدمة كتابه مناقب آل أبي طالب 1 : 5 . بقوله : وجماعة من السفساف الرديّ حملهم العناد على أن قالوا : كان أبو بكر أشجع من علي ، وأن مرحباً قتله محمد بن مسلمة ، وأن ذا الثدية قتل بمصر ، وأن في أداء سورة براءة كان أبو بكر أميراً على علي ، وربما قالوا : قرأها أنس بن مالك ، وأنّ محسناً ولدته فاطمة في زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سقطاً ، وأن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنونني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، وان صدقة النبي كانت بيد علي والعباس فمنعها علي عبّاساً فغلبه عليها ، ومن ركب الباطل زلت قدمه وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وما كانوا مستبصرين ، انتهى . ولعل مراد الحافظ بما أراد جعل موت المحسن سقطاً في أيام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ما سيأتي تعقيباً على الفصل الأول .