جرى على آله من بعده من سبي العيال والأطفال من كربلاء إلى الكوفة وفيها إلى الشام ، وكانت الطريق السالكة يومئذٍ بين الكوفة والشام تمر بحلب وحمص وحماه ثم الشام . فجاء الحفاة الطغاة بأهل البيت من هذا الطريق ، ولا تزال في بعض المنازل توجد مساجد باسم الإمام زين العابدين عليه السّلام ، وفي حلب يوجد إلى الآن مشهدان أحدهما يعرف بمشهد النقطة ، والآخر بمشهد المحسن . قال ياقوت الحموي في معجم البلدان [1] : جبل في غربي حلب ( في سفحه مقابر ومشاهد للشيعة . . . ) [2] ، ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدن ، ويقال : أنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنه ونساؤه ، وكانت زوجة الحسين حاملاً ، فأسقطت هناك ، فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزاً وماء فشتموها ومنعوها فدعت عليهم ، فمن الآن من عمل فيه لا يربح ، وفي قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط ، ويسمى بمشهد الدكة ، والسقط يسمى بمحسن بن الحسين رضي الله عنه . قال الغزي في نهر الذهب في تاريخ حلب [3] : وفي سنة 61 ه قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بكربلاء ، واحتز رأسه الشريف شمر بن ذي الجوشن ، وسار به وبمن معه من آل الحسين إلى يزيد بدمشق ، فمر بطريقه على حلب ، ونزل عند الجبل غربي حلب ، ووضعه على صخرة من صخراته ، فقطرت منه قطرة دم ، عمّر على أثرها مشهد عُرف بمشهد النقطة .
[1] - معجم البلدان 2 : 186 ( جوشن ) . [2] - ما بين القوسين لا يوجد في طبعة دار صادر مع أنّه منقول عن معجم ياقوت . [3] - نهر الذهب في تاريخ حلب 3 : 22 .