الملحق الثالث : المحسن بن الحسين عليه السّلام : إنّ من آثار الظلم الذي لحق بأهل البيت عليهم السّلام من جراء بيعة الفلتة في السقيفة ، ما بقي أثره شاهداً وماثلاً للعيان حتى يومنا الحاضر ، هي تلك المشاهد المشرّفة لآل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم المنتشرة في شتى بقاع الأرض ، حيث توالت عليهم المحن والرزايا منذ التحق النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرفيق الأعلى ( لم يمتثل أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الهادين بعد الهادين ، والأمة مصرّة على مقته ، مجتمعة على قطيعة رحمه وإقصاء ولده ، إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فقُتل من قتل ، وسُبي من سبي ، وأقصي من أقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى له حسن المثوبة ) . وقد أشار شاعرهم دعبل بن علي الخزاعي إلى بعض تلك المشاهد التي كانت في أيامه ، فسعدت بضم رفاتهم وخلدت بجميل تاريخهم ، حيث يقول في تائيته الخالدة : قبورٌ بكوفان وأخرى بطيبةٍ * وأخرى بفخ نالها صلواتي وأخرى بجنب النهر من أرض كربلا * معرّسهم فيها بشطّ فرات وأخرى بأرض الجوزجان محلها * وقبر بباخمرى لدى المغرباتي وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمّنها الرحمان في الغرفات وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحّت على الأحشاء بالزفرات