responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحسن السبط مولود أم سقط نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 529


قراره في تلك الأزمة الخانقة من التعايش مع الزمرة الحانقة ، إذ لم ير يومئذٍ غير ذلك من الحل المناسب ، فلنقرأ ما يقول عليه السّلام :
« إنّ الله لما قبض نبيّه استأثرت علينا قريش بالأمر ، ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة ، فرأيت أنّ الصبر أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم ، والناس حديثو عهد بالإسلام ، والدين يمخض مخض الوطب ، يفسده أدنى وهن ، ويعكسه أقلّ خلاف » [1] .
وقال عليه السّلام : « ولقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّني لم أردّ على الله ولا على رسوله ساعة قط ، ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال ، وتتأخّر عنها الأقدام ، نجدة أكرمني الله بها ، ولقد بذلت في طاعته صلّى الله عليه وآله وسلّم جهدي ، وجاهدت أعداءه بكل طاقتي ، ووقيته بنفسي ، ولقد أفضى إليّ من علمه بما لم يفضَ به إلى أحد غيري ، ولقد قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإنّ رأسه لعلى صدري ، ولقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي ، ولقد وليت غسله صلّى الله عليه وآله وسلّم والملائكة أعواني ، فضجّت الدار والأفنية ملأ يهبط وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه ، حتى واريناه صلوات الله عليه في ضريحه ، فمن ذا أحق به منّي حيّاً وميّتاً » [2] .
وقال عليه السّلام : « لما قبض الله نبيّه وكنّا نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه من دون الناس ، لا ينازعنا سلطانه أحد ، ولا يطمع في حقنا طامع ، إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبيّنا ، فصار الأمر لغيرنا ، وصرنا سوقة ، يطمع فينا الضعيف ، ويتعزز علينا الذليل ، فبكت منّا الأعين لذلك ، وخشيت الصدور ، وجزعت النفوس » [3] .



[1] - بحار الأنوار 32 : 62 .
[2] - غرر الحكم للآمدي : 243 .
[3] - الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1 : 11 .

529

نام کتاب : المحسن السبط مولود أم سقط نویسنده : السيد محمد مهدي الخرسان    جلد : 1  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست