لقرابتنا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نصيباً ، حتى فاضت عينا أبي بكر ، فلما تكلّم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إليَّ أن أصل من قرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصنعه فيها إلا صنعته . فقال علي لأبي بكر : موعدك العشية للبيعة ، فلما صلّى أبو بكر الظهر رقى على المنبر ، فتشهد وذكر شأن عليّ وتخلّفه عن البيعة ، وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر ، وتشهد عليّ فعظّم حق أبي بكر ، وحدّث أنّه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ، ولا إنكاراً للذي فضّل الله به ، ولكنّا نرى لنا في هذا الأمر نصيباً فاستبدّ علينا ، فوجدنا في أنفسنا ، فسُرّ بذلك المسلمون وقالوا : أصبت ، وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الأمر بالمعروف . الصورة الثامنة قال البخاري [1] : حدّثنا سعيد بن عُفير ، قال : حدّثني الليث ، قال : حدّثني عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان ، وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي ذكراً من حديثه ، فانطلقت حتى دخلت على مالك بن أوس فسألته ، فقال مَلِك : انطلقت حتى أدخل على عمر إذ أتاه حاجبه يرفأ فقال : هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون ؟ قال : نعم ، فأذن لهم ، قال : فدخلوا وسلّموا فجلسوا ، ثم لبث يرفأ قليلاً فقال لعمر : هل لك في علي وعباس ؟ قال : نعم ، فأذن لهما . فلما دخلا سلّما وجلسا ، فقال عباس : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا ، فقال الرهط عثمان وأصحابه : يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر ، فقال عمر : اتئدوا أنشدكم بالله الذي به تقوم السماء والأرض هل تعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ( لا نورّث ما تركنا صدقة ) يريد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نفسه ؟ قال
[1] - صحيح البخاري 7 : 63 ، كتاب النفقات ، باب حبس نفقة الرجل قوت سنة على أهله وكيف نفقات العيال .