ولئن غص ابن كثير بذكر ما قاله ذلك الشاب ، فله نظراء مثله ، راجع مجمع الزوائد [1] نقلاً عن أبي يعلى الموصلي ، والبراء ، والطبراني في الأوسط ، فقد ذكروا الخبر من دون قول الشاب [2] . ولابن كثير في تفسير القرآن العظيم شطحات تفوق حق المليم ، ومنها ما يتعلق بالمقام . النص الثالث : ما ذكره [3] في تفسير قوله تعالى : * ( وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) * [4] . قال الحافظ أبو بكر البزار : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، حدّثنا أبو يحيى التميمي ، حدّثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : لما نزلت : * ( وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ ) * دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاطمة فأعطاها فَدَك . ثم قال : لا نعلم حدّث به عن فضيل بن مرزوق إلاّ أبو يحيى التميمي وحميد بن حماد بن أبي الجوزاء . وهذا الحديث مشكل لو صح اسناده ، لأنّ الآية مكية وفَدَك إنّما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة ، فكيف يلتئم هذا مع هذا ؟ فهو إذاً حديث منكر والأشبه أنّه من وضع الرافضة ، والله أعلم .
[1] - مجمع الزوائد 9 : 105 . [2] - ولقد جرى لأبي هريرة نحو هذا من تأنيب من الأصبغ بن نباتة ، وذلك في مجلس معاوية وبمحضر من جلسائه ، حيث سأله الأصبغ عن سماعه حديث يوم الغدير فقال : أي والله لقد سمعته . . . فقال : فإذن أنت يا أبا هريرة واليت عدوه وعاديت وليه ، فتنفس أبو هريرة وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فتغيّر ( فتمعّر ) وجه معاوية . . . راجع الخبر مفصلاً في تذكرة خواص الأئمة لسبط ابن الجوزي : 48 ، ومناقب الخوارزمي الحنفي : 130 . [3] - تفسير ابن كثير 3 : 36 . [4] - الإسراء : 26 .