قال عبيد الله : فكان ابن عباس يقول : إنّ الرزية ما حال بين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم . أقول : إنّ هذا الحديث رواه ابن سعد في الطبقات ، وعبد الرزاق في المصنف ، والبخاري في صحيحه مكرراً وفي عدة أبواب ، وغيرهم كثير وهو ( حديث الرزية ) وقد استوفينا طرقه ومتونه باختلاف رواته في موسوعة ( عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ) ، وذكرنا مختلف آراء العلماء فيه . والتحقيق أنّ القائل للكلمة الجافية النابية ( إنّه ليهجر ) هو عمر بن الخطاب ، وإنّ الغرض من الكتاب هو النص ( تحريرياً ) على خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام ، حسماً للنزاع ، لكن عمر منع من ذلك واعترف بعد حين حيث قال لابن عباس : ( وأراده رسول الله للأمر فمنعت من ذلك ( راجع الموسوعة تجد فيها ما يزيل البهمة ويكشف الغمة ، وقد مرّ في ذيل حديث البخاري في تخاصم علي والعباس عند عمر ما يتعلّق برواية مسلم للحديث ، وفيه ما لم يوجد عند البخاري في روايته فراجع . ما ذكره ابن شبّة : عاشراًً : ماذا عند عمر بن شبّة البصري النحوي الأخباري ( ت 262 ه ) ؟ ذكر في كتابه تاريخ المدينة المنورة ( أخبار المدينة المنورة ) [1] ( ذكر فاطمة والعباس وعلي رضى الله عنهم وطلب ميراثهم من تركة النبي صلّى الله عليه وسلّم ) ثم ساق خمسة عشر حديثاً ننتخب منها ما يلي : النص الأوّل : قال : حدّثنا سويد بن سعيد ، والحسن بن عثمان قالا : حدّثنا الوليد بن محمد ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : أنّ فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم