قالت : توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين سحري ونحري ، فقال ابن عباس : أتعقل ؟ والله لتوفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنّه لمستند إلى صدر علي ، وهو الذي غسّله . . . [1] . ولمزيد من البحث حول الموضوع راجع كتاب ( علي إمام البررة ) [2] . ونعود إلى حديث الأسود أبي غطفان الذي رواه أحمد كما مرّ فنقول : وهذا أيضاً رواه البخاري ومسلم كما ستأتي الإشارة إليه ، وجميعهم بتروا من آخره سؤال الراوي من ابن عباس ، وجوابه رداً على زعم عائشة مشفوعاً باليمين ، ومستنفراً لمشاعره بقوله : ( أتعقل ) وهي كلمة لها دلالتها في إثارة الوعي والتنبيه على تلقي الجواب ، مع أنّ الحديث رواه ابن سعد بتمامه كما مرّ ، فلاحظ مدى الأمانة عند أحمد والشيخين . ويؤكد صحة ما قاله ابن عباس ما رواه أحمد في مسنده [3] من حديث أم سلمة قالت : والذي أحلف به أن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قالت : عدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غداة بعد غداة يقول : جاء علي ؟ مراراً ، قالت : وأظنّه كان بعثه في حاجة ، قالت : فجاء بعد فظننت أنّ له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، فقعدنا عند الباب ، فكنت من أدناهم إلى الباب ، فأكبّ عليه علي فجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من يومه ذلك ، فكان أقرب الناس به عهداً . ويزيد ذلك تأكيداً ما جاء عن عمر بن الخطاب وهو غير متهم في المقام وقد مرّ فيما عند ابن سعد حيث سأله كعب الأحبار : ما كان آخر ما تكلّم به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؟ فقال عمر : سل علياً ، قال : أين هو ؟ قال : هو هنا فسأله ، فقال علي : أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال : الصلاة الصلاة ، فقال كعب : كذلك
[1] - وهذا أخرجه ابن سعد في الطبقات 2 ، ق 2 : 51 . [2] - علي إمام البررة 3 : 347 361 ، ط : دار الهادي . [3] - المسند 6 : 300 .