2 - لابد لكل سؤال من جواب : كم من أحداث مريرة وكثيرة مرّت في تاريخ المسلمين منذ عصر الصحابة وما تلاه ، تثير عند قراءتها تساؤلات : لماذا الحَدَث ؟ ولحساب مَن كان الحدَثَ ؟ ومَن قام بالحَدَث ؟ وهكذا سؤال يتبعه سؤال ، ولابدّ لكل سؤال من جواب ، وقد نقرأ بعض الأجوبة وهي غير مقنعة ، بل مقنّعة ومصطنعة ، تهدف إلى تمييع الحدث وتضييع الحق ، بين غمغمة المؤرّخ وطمطمة المحدِّث ، إما بحجة ضعف الاسناد فيها ، أو زعم نكارة المتن ، وهكذا تبقى غمامة الريب تظلل شمس الحقيقة ، ولكن سرعان ما ينجلي السحاب ويتبين وجه الحق ، ويعرف الجواب على الصواب . ولما كان أقسى حادث حدث في صدر الإسلام ، هو ما أعقب وفاة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بدءاً من سقيفة بني ساعدة ، وما حصل فيها من تنازع نفر من المهاجرين مع جماعة الأنصار في اغتنام الخلافة ، وما تم أخيراً من استلابها لصالح النفر المهاجرين ، وما تبع ذلك من انقسام في صفوف جماعة المسلمين ، فكانت الشيع والأحزاب تعصف بالرجال من هنا وهناك ، وجاء النفر المهاجرون الذين فازوا بالخلافة على الأنصار بحجة أنّ محمداً صلّى الله عليه وآله وسلّم منهم ، جاؤوا إلى بيت محمد ليحرقوا بنت محمد ومن معها في البيت ؛ لأنّ علياً نفس محمد بنص آية المباهلة