3 - وقفة تحقيق لابد منها : إنّ النص المشار إليه آنفاً في اعتذار عروة بن الزبير عن أخيه ، قد وقع فيه كتمان وحذف ، ولا شك في أنّ ذلك خيانة ، ولا يجوز لنا المرور على النص دون التنبيه على ما طرأ عليه لمعرفة من يستحق الإدانة ، أهو صاحب الكتاب ( المصدر ) ؟ أم هو الناسخ والمحقق ؟ أم هو الناشر ؟ لقد ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج [1] ، نقلاً عن المسعودي في مروج الذهب [2] ، الخبر كما يلي : ( كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وحصره إياهم في الشعب ، وجمعه الحطب لتحريقهم ويقول : إنّما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته ، كما أرهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لإحراقهم ، إذ هم أبو البيعة فيما سلف . . . ) . هذا ما ورد في الطبعات الأربع من المروج قديماً وكلّها بمصر ، أما الطبعات الحديثة بمصر وبيروت ، فقد جرى حذف متعمد ستراً على السلف ، وإليكم نص ما في طبعة مصرية بتحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد سنة 1367 ه مطبعة
[1] - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20 : 147 . [2] - مروج الذهب 2 : 79 ، طبعة بولاق سنة 1283 ه ، و 2 : 72 ، ط الأزهرية سنة 1303 ، وبهامشها روضة المناظر لابن الشحنة ، و 6 : 160 161 ، طبعة مصرية رابعة بهامش تاريخ ابن الأثير ، وكذا في طبعة العامرة البهية سنة 1346 ه .