والنحو ، وعظ على المنبر أيام المقتفي ببغداد ، فأعجبه وخلع عليه ، وكان بهيّ المنظر ، حسن الوجه والشيبة ، صدوق اللهجة ، مليح العبارة ، واسع العلم ، كثير الخشوع والعبادة والتهجد ، لا يكون إلاّ على وضوء ، أثنى عليه ابن أبي طي في تاريخه ثناء كثيراً . . . ) . ولم نذكر باقي الترجمة لطولها ، كما لا نذكر ما قاله عنه ابن حجر في لسان الميزان [1] ، والسيوطي في بغية الوعاة [2] ، والداودي في طبقات المفسرين [3] ، فكلّهم أثنوا عليه ثناءاً عاطراً حسناً فراجع . إذن فمن كان بهذه المثابة من الدين والعلم ، لا يتطرق إليه الريب في حكايته ما وجده في كتاب معارف القتبي كما سماه من زحم قنفذ وسقوط المحسن . ويزيدنا إيماناً بصحة ما حكاه ذلك الشيخ الجليل ، أنّ الحافظ الكنجي الشافعي [4] صاحب كتاب ( كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ) قد أكّد خبر الإسقاط نقلاً عن ابن قتيبة فقال : ( وهذا الإسقاط شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلاّ عند ابن قتيبة ) . ولمّا لم يذكر الحافظ الكنجي اسم الكتاب الذي ذكر فيه ابن قتيبة ذلك ، كان من المرجح عندي هو كتاب ( المعارف ) الذي سبق للحافظ ابن شهرآشوب النقل عنه .
[1] - لسان الميزان 5 : 310 . [2] - بغية الوعاة : 77 . [3] - طبقات المفسرين 2 : 210 . [4] - لمزيد من المعرفة بالحافظ الكنجي الشافعي تحسن مراجعة مقدمة كتابه ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) لمحمد مهدي الخرسان ، فهي مقدمة ضافية ، كما في طبعة النجف بمطبعة النعمان ، وأوفى منها في طبعة بيروت منشورات دار الهادي .