وأما اتهامه بروايته المثالب في الآخرين ، فلم يذكر لنا ابن عدي منها سوى حديث : ( إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ) [1] . وهذا حديث ذكر له هو نفسه عدة أسانيد ، وقد رواه من الحفاظ جمع كثير منهم الخطيب البغدادي ، والخطيب الخوارزمي ، ونصر بن مزاحم ، وأحمد بن حنبل ، والطبري ، وابن أبي الحديد ، والذهبي ، وابن حجر ، والسيوطي ، والمناوي ، وأبو الفداء ، والبوصيري وغيرهم وغيرهم ، وقد تلاعبت الأهواء فيه بالتحريف والتصحيف بما لا يسع المجال ذكره ، وقد ذكرت جانباً منها في اعترافات خطيرة في تحريف الحديث والتاريخ والسيرة . 3 - نصر بن مزاحم المنقري ( ت 212 ه ) ، كوفي المنشأ بغدادي السكنى ، وحدّث ببغداد عن سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وآخرين ، كما روى عنه أبو الصلت الهروي وأبو سعيد الأشج وجماعة من الكوفيين . ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد [2] ، وترجم له ياقوت في معجم الأدباء [3] ، وقال : كان عارفاً بالتاريخ والأخبار ، وذكر مصنفاته ابن النديم في الفهرست [4] . وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال عنه ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي : ( فهو ثقة ، صحيح النقل ، غير منسوب إلى هوى ولا إدغال ، وهو من رجال أصحاب الحديث ) [5] . ولم يسلم من تجريح العقيلي في ضعفائه [6] حيث قال : شيعي ، في حديثه اضطراب وخطأ كثير ، من حديثه ما حدّثناه عليّ بن العباس . . . قال : حدّثنا محمّد