ومن الغريب تصحيحه للقول الأول وأنه مات صغيراً ، وأغرب من ذلك تذرّعه بعدم المبرر لتسمية جنين ميّت ، فنقول : إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم سمّاه يوم كان جنيناً وهو حي ولم يكن ميتاً ، ولولا الرفسة لتمّ حمله وكانت ولادته طبيعية ، وتسمية الجنين الميّت السقط مندوب إليها فضلاً عن أن يكن حملاً . ثم ما ذنب الشيعة لأن يتهمهم بأنهم أضافوا خصائص أخرى شخصية ، وذكر تسمية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم للأنبياء الثلاثة بأسماء ولد هارون ، وقد مرّ بنا في الباب الأول مصادر أهل السنة ؟ وفي كتاب هذا الرجل موارد كثيرة تطغى عليه فيها معاناة الصراع النفسي بين الموروث والحقائق لسنا بصددها . والآن إلى أسماء أولئك الذين صرّحوا بأنّ المحسن مات سقطاً : 1 - أبو إسحاق إبراهيم النظام ( ت 231 ه ) ، وهذا هو شيخ الجاحظ ، وهو من شيوخ المعتزلة ، قال : انّ عمر ضرب بطن فاطمة عليها السّلام يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ، وكان يصيح : أحرقوها بمن فيها ، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين . هذا ما نقله عنه الشهرستاني في كتابه الملل والنحل [1] . وحكى ذلك عن النظام أيضاً الصفدي في الوافي بالوفيات [2] . 2 - ابن قتيبة ( ت 276 ه ) ، حكى عنه الحافظ السروي المعروف بابن شهرآشوب ( ت 588 ه ) ، في كتابه مناقب آل أبي طالب [3] قال : وأولادها : الحسن والحسين والمحسن سقط ، وفي معارف القتبي : « انّ محسناً فسد من زحم قنفذ العدوي » .