النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ملفوفاً بخرقة وقد خضبت يداه من الدم [1] ، إلا نموذج واحد من أكاذيبه الفاضحة ، فإنّ ولادة الحسين كانت في الثالث أو الخامس من شعبان السنة الرابعة من الهجرة على أكثر تقدير ، وأبو هريرة يومئذٍ بعد لم يسلم ولم يأت إلى المدينة ، إذ أنّه جاء بعد فتح خيبر ، وكان الفتح في سنة ( 7 ) من الهجرة . وهذا أيضاً ليس بأعظم من فريته على رقية بنت النبي صلّى الله عليه وسلّم حين زعم دخوله عليها وبيدها مشط ، فقالت : خرج رسول الله من عندي آنفاً ورجلت شعره ، فقال : كيف تجدين أبا عبد الله ( يعني عثمان ) ؟ قالت : بخير ، قال : أكرميه فإنّه من أشبه أصحابي بي خلقاً . ونحن لا نعقّب على ذلك بأكثر مما قاله الحاكم في المستدرك بعد أن أخرج الحديث فقال : هذا حديث صحيح الاسناد واهي المتن ، فإنّ رقية ماتت سنة ( 3 ) من الهجرة بعد فتح بدر ، وأبو هريرة أسلم بعد فتح خيبر في سنة ( 7 ) من الهجرة . وما دام أبو هريرة يروي لنا أن الابن المذكور في الحديث هو محسن بن علي ، فلا غرابة ولا عجب ، فالرجل يضلع في ركاب الحاكمين ويضع لهم ما شاؤوا ، فأيّ وازع يمنعه عن أن يضع لهم ذلك الحديث ليثبت لهم موت المحسن في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وإذا ثبت ذلك برئت ساحة المتهمين بإسقاطه ، ولكن * ( وَأنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَان بَعِيد ) * ( 2 ) . والآن لنقرأ مقالة العلماء في أنّ المحسن مات سقطاً . * * *