مات صغيراً ولم يبلغ مبلغ الرجال ، كما حكاه الحسن القطان وقال : هو المشهور عند المتأخرين [1] . وفي مصطلح أهل اللغة : أنّه الذي مات ولم يخلف نسلاً ، وليس كل من مات درج [2] . فالبلاذري والبري التلمساني لم يقصدا بقولهما درج صغيراً يعني لم يبلغ مبلغ الرجال أو لم يخلف نسلاً ، بل قالا ذلك تحاشياً من ذكر موته سقطاً ، لأنّه لم يذكر أحد أنّ المحسن عاش فترة يصح أن يوصف فيها أنّه لم يخلف نسلاً أو لم يبلغ مبلغ الرجال ، ويدلّك على ذلك قول ابن حزم وكان أحزم منهما في المقام إذ قال : ( مات صغيراً جداً أثر ولادته ) يعني لم يعش يوماً واحداً . 2 - ما ذكره النويري في نهاية الأرب يلاحظ فيه تعمد الإيهام ، فهو ذكر المحسن وقال : فذهب محسن صغيراً . ثم ذكره ثانياً فقال : وقد قيل انّها يعني فاطمة عليها السّلام ولدت ابناً اسمه محسن توفي صغيراً . ثم ذكره ثالثاً فقال : ومحسن على خلاف فيه . فلاحظ كيف استدرج القارئ من الجزم بوجود المحسن إلى القيل فيه ، ونسبته إلى القيل وإن كانت تشعر بالتمريض كما يقولون ، إلاّ أنّه باح بما يكنّه حيث جزم بذكر الخلاف فيه ، وما يدرينا لو ذكره مرّة رابعة وخامسة لانتهى به المطاف إلى نفيه أصلاً [3] . 3 - ما ذكره الملا علي القاري الحنفي في شرح الشمائل نقلاً عن مسند البزار عن أبي هريرة قال : ثقل ابن لفاطمة فبعث إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وذكر الحديث وفيه مراجعة سعد بن عبادة للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في بكائه ، قال : والابن المذكور هو محسن