حاملاً ، فلما رجعت طرحت ما في بطنها ، وقد كانت من خوفها رأت دماً في الهودج ، فلذلك أباح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دم هبّار بن الأسود يوم فتح مكة . قال ابن أبي الحديد : قلت : وهذا الخبر قرأته على النقيب أبي جعفر عليه السّلام فقال : إذا كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أباح دم هبّار بن الأسود لأنه روّع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال انّه لو كان حيّاً لأباح دم من روّع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها . فقلت : أروي عنك ما يقوله قوم انّ فاطمة رُوّعت فألقت المحسن ؟ فقال : لا تروه عني ، ولا ترو عني بطلانه ، فإنّي متوقف في هذا الموضع لتعارض الأخبار عندي . . . أه . . أقول : ولم يعقّب ابن أبي الحديد على ذلك بشيء ، فهل هو أيضاً من المتوقفين ؟ أم انّه كشيخه ، يتقي المصارحة خوفاً من الحشوية ، فالله أعلم بحقيقة الحال ، وتبقى ظلامة الزهراء عليها السّلام أعظم رزية كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقد ذكر ابن حجر في فتح الباري في شرح الحديث السادس من باب مرض النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم [1] فقال : وعند الطبري من وجه آخر عن عائشة أنّه صلى الله عليه ( وآله ) [2] وسلم قال لفاطمة : ( إنّ جبريل أخبرني انّه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك ، فلا تكوني أدنى امرأة منهنّ صبراً ) . * * *
[1] - فتح الباري 9 : 201 . [2] - من عادة الحافظ ابن حجر ذكر التصلية تماماً على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ملتزماً بذلك في سائر كتبه ، إلاّ انّ الطبعات الحديثة لبعض كتبه نجد فيها الصلاة البتراء ، بتر الله عُمر من بتر .