حيث ارتباطها ببشرية الإنسان وابتلاءه على أن السيد أشار إلى القدسية الغائمة لا القدسية بشكلها العام حيث رتب العاملي نتيجة مؤداها أن ذلك مما يخالف العصمة للأنبياء . . ولا نعلم من استفاد العاملي هذا المعنى كما يمكن أن تفسر على أنها تشتمل على ما يصيب البشر كافة من خوف وألم وجوع وغيره لقد قيد السيد القدسية بالغائمة أي ذلك التصور الشعبي من أن الأنبياء لا يأكلون ولا يخافون . . . وبالتالي لا يوجد أي نكران لوجود قدسية من نوع معين . . ولا ندري من أين أتى العاملي بتفسيراته التالية من أن السيد ينفي تميز الأنبياء ثم يورد العديد من الروايات الدالة على ذلك حتى ليخيل للقارئ أن السيد منكرا لها وقد أشار إلى هذه القدسية في مواضع عديدة في تفسيره . وعلى كل حال يقول الشيخ المفيد في المسائل العكبرية « وإن قيل إن أشباح آل محمد « عليهم السلام » سبق وجودها وجود آدم فالمراد بذلك أن أمثلتهم في الصور كانت في العرش فرآها آدم وسأل عنها فأخبره الله أنها أمثال صور من ذريته شرفهم بذلك وعظمهم به , فأما أن يكون ذواتهم « عليهم السلام » قبل آدم موجودة فذلك باطل بعيد عن الحق لا يعتقده محصل ولا يدين به عالم , وإنما قال به طوائف من الغلاة الجهال والحشوية من الشيعة الذين لا بصر لهم بمعاني الأشياء ولا حقيقة الكلام . وقد قيل : إن الله تعالى قد كتب أسماءهم على العرش فرآها آدم « عليه السلام » وعرفهم بذلك وعلم شأنهم به عند الله العظيم عظيم . وأما القول بأن ذواتهم كانت موجودة قبل آدم « عليه السلام » فالقول في