نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 874
ألا يظله سقف بيت حتى يدخل على فاطمة يترضاها ، فبات ليلة في البقيع [1] ما أظله شئ . ثم إن عمر أتى عليا ( عليه السلام ) فقال له : إن أبا بكر شيخ رقيق القلب ، وقد كان مع رسول الله في الغار وله صحبة ، وقد أتيناها غير هذه المرة مرارا نريد الإذن عليها وهي تأبى أن تأذن لنا حتى ندخل عليها فنترضى ، فإن رأيت أن تستأذن لنا عليها فافعل ، قال : نعم . فدخل علي على فاطمة فقال : يا بنت رسول الله قد كان من هذين الرجلين ما قد رأيت ، وقد ترددا مرارا كثيرة رددتهما ولم تأذن لهما ، وقد سألاني أن أستأذن لهما عليك ، فقالت : والله لا آذن لهما ولا أكلمهما كلمة من رأسي حتى ألقى أبي فأشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه مني . قال علي ( عليه السلام ) : فإني ضمنت لهما ذلك ، فقالت : إن كنت قد ضمنت لهما شيئا فالبيت بيتك والنساء تتبع الرجال لا أخالف عليك بشئ ، فأذن لمن أحببت ، فخرج علي ( عليه السلام ) فأذن لهما فلما وقع بصرهما على فاطمة سلما عليها ، فلم ترد عليهما وحولت وجهها عنهما ، فتحولا واستقبلا وجهها حتى فعلت مرارا وقالت : يا علي جاف الثوب وقالت لنسوة حولها : حولن وجهي . فلما حولن وجهها حولا إليها فقال أبو بكر : يا بنت رسول الله إنما أتيناك ابتغاء مرضاتك واجتناب سخطك ، نسألك أن تغفري لنا وتصفحي عما كان منا إليك ، قالت : لا أكلمكما من رأسي كلمة واحدة حتى ألقى أبي وأشكوكما إليه وأشكو صنيعكما وفعالكما وما ارتكبتما مني ، قالا : إنا جئنا معتذرين مبتغين مرضاتك ، فاغفري واصفحي عنا ولا تؤاخذينا بما كان منا . فالتفتت إلى علي ( عليه السلام ) وقالت : إني لا اكلمهما من رأسي كلمة حتى أسألهما عن شئ سمعاه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن صدقاني رأيت رأيي ، قالا : اللهم ذلك لها وانا لا نقول إلا حقا ، ولا نشهد إلا صدقا .
[1] أثبتناه من العلل ، وفي المتن والبحار : الصقيع .
874
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 874