نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 872
إنهما قد آذياني فأنا أشكوهما إليك وإلى رسولك ، لا والله لا أرضى عنكما أبدا حتى ألقى أبي رسول الله وأخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما ، قال : فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثبور وجزع جزعا شديدا ، فقال عمر : تجزع يا خليفة رسول الله من قول امرأة . قال : فبقيت فاطمة ( عليها السلام ) بعد وفاة أبيها أربعين ليلة ، فلما اشتد بها الأمر دعت عليا ( عليه السلام ) وقالت : يا ابن عم ما أراني إلا لما بي وأنا أوصيك أن تتزوج بامامة بنت أختي زينب تكون لولدي مثلي ، واتخذ لي نعشا فإني رأيت الملائكة يصفونه لي ، وأن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة علي . قال ابن عباس : فقبضت فاطمة ( عليها السلام ) من يومها ، فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليا ( عليه السلام ) ويقولان له : يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله ، فلما كان الليل دعا علي العباس ، والفضل ، والمقداد ، وسلمان ، وأبا ذر ، وعمار ، فقدم العباس وصلى عليها ودفنوها . فلما أصبح الناس أقبل أبو بكر وعمر والناس يريدون الصلاة على فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال المقداد : قد دفنا فاطمة البارحة ، فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال : ألم أقل لك انهم سيفعلون ، قال العباس : إنها أوصت أن لا تصليا عليها ، فقال عمر : لا تتركون يا بني هاشم حسدكم القديم لنا أبدا ، إن هذه الضغائن التي في صدوركم لن تذهب والله ، لقد هممت أن أنبشها فأصلي عليها . فقال علي ( عليه السلام ) : والله لو رمت ذاك يا ابن صهاك لا رجعت إليك يمينك ، لئن سللت سيفي لا أغمدته دون ارهاق نفسك ، فانكسر عمر وسكت وعلم أن عليا إذا حلف صدق ، ثم قال علي ( عليه السلام ) : يا عمر ألست الذي هم بك رسول الله وأرسل إلي فجئت متقلدا سيفي ، ثم أقبلت نحوك لأقتلك ، فأنزل الله
872
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 872