نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 805
يشتري موضع المسجد من قوم بني النجار فوهبوه له ، ولم ينقل في شئ من الروايات انتقاله منه وقد دفن فيه ، مع أنه قد تضمن القرآن كون البيوت للنبي ( صلى الله عليه وآله ) بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) [1] ومن المعلوم ان زوجته عائشة لم يكن لها دار بالمدينة ولا لأبيها ولا لقومها لأنهم من أهل مكة ، ولا روى أنها بنت بيتا لنفسها ، ومع هذا فلما ادعت حجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد وفاته التي دفن فيها صدقها أبو بكر وسلمها إليها بمجرد سكناها ودعواها ، ومنع فاطمة عن فدك ولم يصدقها مع شهادته لها بالعصمة والطهارة ، ورد شهودها بأن أباها وهبها ذلك في حياته ، ومنع فاطمة ( عليها السلام ) من ميراثها وأعطى ابنته الحجرة ميراثا دفن أمواتهم فيها وضرب المعاول عند رأسه [2] . الثالث : إن معنى الخبر يحتمل وجوها متعددة وإذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال ، وذلك يوضحه ما ذكره في الأنوار حيث قال : فإن قلت : هذا الحديث الذي ادعيتم أن أبا بكر قد اختلقه مروي عندكم فما الجواب عنه ، وذلك أنه قد روى الصدوق باسناده إلى الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به ، وانه ليستغفر لطالب العلم من في السماوات ومن في الأرض حتى الحوت في البحر ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم ، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر . والجواب بعد صحة الرواية وبعد أن لا نحملها على التقية بوجوه : الوجه الأول : أن يراد أنهم لم يقصدوا إلى توريث الدراهم والدنانير