نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 160
يجري في جميع الوجوه السابقة ، أو ان إيمانه نور على نور أي فريضة على فريضة ، وسنة على سنة ، وشجرة الإخلاص مستقيمة في القلب لا تميل إلى أحد الطرفين ، وهي مباركة إذ جميع الخير انما يحصل من هذه الشجرة ، يكاد زيتها وهو النور الذي جعله الله في قلبه يضيء وإن لم يتكلم به . تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام : الأول : ما ذكره القاضي البيضاوي [1] بقوله : ( الله نور السماوات والأرض ) النور في الأصل كيفية تدركها الباصرة أولا وبوساطتها سائر المبصرات ، كالكيفية الفائضة من النيرين على الأجرام الكثيفة المحاذية لهما ، وهو بهذا المعنى لا يصح إطلاقه على الله إلا بتقدير مضاف أو ارتكاب تجوز ، أي الله تعالى منور السماوات والأرض بالكواكب وما يفيض عنها من الأنوار ، أو بالملائكة والأنبياء . أو مدبرها من قولهم للرئيس الفائق في التدبير : نور القوم ، لأنهم يهتدون به في الأمور ، أو موجدهما فإن النور ظاهر بذاته مظهر لغيره ، وأصل الظهور هو الوجود كما أن أصل الخفاء هو العدم ، والله سبحانه موجود بذاته موجد لما عداه ، أو الذي به يدرك أو يدرك أهلهما من حيث إنه يطلق على الباصرة لتعلقها به ، أو لمشاركتها له في توقف الإدراك عليه ، ثم على البصيرة لأنها أقوى إدراكا ، فإنها تدرك نفسها وغيرها من الكليات والجزئيات الموجودات والمعدومات ، ويغوص في بواطنها ، ويتصرف فيها بالتركيب والتحليل . ثم إن هذه الإدراكات ليست لذاتها وإلا لما فارقتها ، فهي إذن من سبب يفيضها عليها ، وهو الله سبحانه وتعالى ابتداء أو بتوسط الملائكة والأنبياء ولذلك سموا أنوارا ، ويقرب منه قول ابن عباس : معناه هادي من فيهما ، فهم بنوره يهتدون . ثم ذكر في بيان التمثيل وجهين ، أحدهما الهدى الذي دل عليه الآيات