كان للنبي « صلى الله عليه وآله » من البنات : زينب ، وأم كلثوم ، ورقية ، وأنهن عشن ، وتزوجن . وإن ذهب شاذ من المعاصرين ، تبعاً لشاذ من المتقدمين إلى نفي كون هؤلاء من بنات النبي « صلى الله عليه وآله » ، مدعياً أنهن ربائب له . وهذا من أغرب الآراء ، وأعجبها ، كونه مخالفاً لصريح القرآن الكريم في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ) [ الأحزاب الآية 59 ] [1] . ثم تابعه على ذلك كتاب صدر مؤخراً باسم : « فاطمة الزهراء « عليها السلام » ، دراسة في محاضرات » . . وقد كنت آمل أن أجد في هذا الكتاب دراسة وافية ، وموضوعية ، ومنصفة عن حقيقة ما جرى على الزهراء « عليها السلام » ، من قبل ظالميها . . حيث إن حجمه الظاهري الكبير ! ! قد أوحى بالتوسع والاستقصاء ، وليس من المعقول إهمال التعرض لأعظم نقطة وأشدها حساسية في حياة الزهراء « عليها السلام » ، ولا سيما بعد أن ضجت الساحة بمطالبة ذلك المشكك ، الذي نشير إليه عادة بكلمة « البعض » ، بتصحيح المسار الذي اتخذه لنفسه ، ولم يزل يرفض ذلك حتى الآن . .
[1] الزهراء القدوة ص 60 و 61 و 350 وراجع : الندوة ج 5 ص 481 والزهراء المعصومة ص 39 و 40 .