للهجرة فيدل ما نقله عنه على أن الخلاف كان بين جماعتين من الناس فكيف يكون الكوفي هو المبتدع الأول . فقد سئل فقال : « الناس مختلفون في رقية وزينب ، هل كانتا ابنتي رسول الله « صلى الله عليه وآله » ؟ أم ربيبتيه ؟ فإن كانتا ابنتيه » . . إلى أن قال [ رحمه الله ] : « والجواب : أن زينب ورقية كانتا ابنتي رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، والمخالف لذلك شاذ بخلافه » [1] . فالسائل يقول : إن الناس مختلفون في بنوة زينب ورقية لرسول الله « صلى الله عليه وآله » . . ولكن الشيخ المفيد [ رحمه الله ] بين أن رأيه هو مع الطائفة المثبتة ، وليس مع الفريق الثاني كما ظهر من عبارته الأخيرة . . بل اعتبر من يخالفه في ذلك شاذاً بخلافه . . فعبارة الناس مختلفون ، تشعر أن الاختلاف بين جماعتين . . وكلام المفيد [ رحمه الله ] لا يدل على حجم المخالفين من حيث القلة والكثرة ، بل هو يعتبر في نفس قولهم شذوذاً ، ولذا قال : شاذ بخلافه . . ولم يقل : إن القائل شاذ ، ليفهم منه أنه قليل . . ولو سلمنا أن المقصود بالشاذ شخص واحد ، فإنه لا دليل على أن هؤلاء يقصدون أبا القاسم الكوفي ، فكيف يصح التأكيد على أنه