فذكر : أن التجوز في إطلاق الصهر على الربيبة لو صح ، فإنما كان ذلك قبل نزول آية : ( ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ ) وأما بعد نزول هذه الآية التي نسخت أعراف الجاهلية في التبني فلا يجوز أن يقال : لمن تبناه أنه ابن النبي ، ولا لمن صاهره أنه صهره بالتبني . وينفي أن يكون أبو العاص ، وعثمان صهري أبي هالة ، لا صهري النبي إلخ . . [1] . ونقول : أولاً : إن آية : ( ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ ) إنما تحرم نسبتهم إلى غير آبائهم على سبيل الحقيقة . ولا تحرم النسبة المجازية . . وإلا فهل يرى الأخ الكريم ! ! حرمة قول الإنسان الطاعن في السن للشاب اليافع : يا بني ؟ ! . . أو نحو ذلك ؟ ! . . ثانياً : قد قلنا : إن كلمة صهر ليست نصاً في الزواج ببنت الرجل ، لأن من معانيها القرابة . . وأهل بيت المرأة ، وغير ذلك . . فإذا ثبت أن عثمان لم يتزوج ببنتي الرسول « صلى الله عليه وآله » ، فلا بد من حمله على معنى يتلاءم مع هذه الحقيقة . . نعم . . وقد نال عثمان مصاهرة النبي « صلى الله عليه وآله » على ربيبتيه ، ولم ينل ذلك أبو بكر ، ولا عمر . . فصدق كلام أمير المؤمنين « عليه السلام » . .
[1] - فاطمة الزهراء « عليها السلام » دراسة في محاضرات ص 31 .