القوي لإحداها . . ولم يكن ترجيحنا لها اعتباطياً ومن عند أنفسنا . . ثانياً : إن رواية سعيد بن جبير - لو صحت - فإنها لم تحدد لنا متى فعل النبي « صلى الله عليه وآله » ذلك ، ومتى واجهه أبو لهب بذلك القول . . فهي إذن لا تنافي رواية الشعب ، بل تكون رواية الشعب ، والرواية الأخرى المؤيدة لها . قرينة على أن ما رواه سعيد بن جبير إنما حصل في هذه الفترة . ثالثاً : إننا نقول : إن رواية سعيد بن جبير مشبوهة جداً ، بل مكذوبة ، ولا يصح الاعتماد عليها ، لأن هذه الرواية تريد أن تبطل الرواية التي رواها السنة والشيعة ، عن دعوة العشيرة للطعام ، وقول النبي « صلى الله عليه وآله » لعلي « عليه السلام » : إن هذا أخي ، ووصيي ، وخليفتي فيكم ، « أو من بعدي » . وهناك قرينة صريحة في بيان هذا الهدف التزويري البغيض . . لأن البخاري قد رواها قبل ذلك مباشرة لبيان شأن نزول تلك الآية المباركة حيث قال : « عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : « لما نزلت : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ ) ، [ ورهطك منهم المخلصين ] » [1] ، خرج رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] حتى صعد الصفا إلخ . . » [2] .
[1] - كما وردت في كتاب صحيح البخاري . [2] - صحيح البخاري ، كتاب التفسير - سورة تبت يدا أبي لهب وتب