الله باعث مَن في القبور وسائل الناس عن أعمالهم ، عالمٌ بما في الصدور . ثمّ قال : إني أُوصيكَ يا حَسَنُ [1] وكفى بك وصيّاً بما أوصاني به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فإذا
[1] وفي المصادر السابقة أيضاً : وجميع ولدي وأهلي ( وأهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا ) بتقوى الله وبكم ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تَفرّقوا ، فإني سمعتُ رسول الله يقول : إصلاحُ ذاتِ البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام وإنّ المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البين ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم ، انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحساب . الله الله في الأيتام فلا تغُبُّوا أفواههم بجفوتكم . وأضاف في البحار : 42 / 248 : فلا تغيّروا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم ، فقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من عال يتيماً حتّى يستغني أوجب الله عزّوجلّ بذلك الجنّة كما أوجب الله الآكل مال اليتيم النار ، انتهى . والله الله في جيرانكم ، فإنّها وصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فما زال يوصينا بهم حتّى ظننّا أنّه سيورثهم . والله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم . الله الله في الصلاة فإنّها عماد عمود دينكم . الله الله في بيت ربكم فلا يَخلُونَّ منكم ما بقيتم ، فإنّه إن ترك لم تناظروا ، وإنّه إن خلا منكم لم تنظروا . الله الله في صيام شهر رمضان ، فإنّه جُنّة من النار . والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم . الله الله في زكاة أموالكم ، فإنّها تطفى غضب ربكم . الله الله في أُمّة نبيّكم ، فلا يظلمّن بين أظهركم . الله الله في أصحاب ( أُمّة ) نبيّكم ، فإنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أوصى بهم . الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معائشكم . الله الله في ما ملكت أيمانكم ، فانّها كانت آخر وصيّة رسول الله ( عليه السلام ) إذ قال : " أُوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم " ثمّ قال : الصلاة الصلاة ، لا تخافوا في الله لومة لائم ، فإنّه يكفيكم من بغى عليكم وأرادكم بسوء ، قولوا للناس حُسناً كما أمركم الله ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي الأمر عنكم ، وتدعون فلا يُستجاب لكم ، عليكم بالتواضع والتباذل والتبارّ ، وإيّاكم والتقاطع والتفرّق والتدابر ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَنِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة : 2 . وانظر المعمّرون والوصايا للسجستاني : 149 ، التاريخ للطبري : 6 / 85 و 61 ، الأمالي للزجّاجي : 112 ، الكافي : 7 / 51 ، مروج الذهب : 2 / 425 ، تحف العقول : 197 ، من لاَ يحضره الفقيه : 4 / 141 ، مناقب الخوارزمي : 278 ، كشف الغمّة : 2 / 58 ، ذخائر العقبى : 116 ، روضة الواعظين للفتال النيسابوري : 136 ، المعارف : 2 / 178 .