الصحابي الجليل ، شهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أكثر غزواته ، ومنها : غزوة بدر . كان ( رضي الله عنه ) منقطعاً إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ممدوحاً من قِبلهم ، ويُعدّ من أصفيائهم ، أثنى عليه أصحابنا وأوردوا روايات شتى في مدحه والثناء عليه ، ويُعد ( رضي الله عنه ) في الطبقة الأُولى من المفسّرين . كان من أوائل الزائرين لقبر الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد فاجعة كربلاء المروّعة ، فقدَ عينيه في أواخر حياته ، امتدّ به العمر طويلا حتّى أدرك الإمام الباقر ( عليه السلام ) وأبلغه سلام رسُولِ الله ( صلى الله عليه وآله ) عليه . توفّي عام ( 78 ه ) وهو ابن نيّف وتسعين سنة [1] . 3 - حذيفة بن اليمان : كان حذيفة عليلا بالكوفة سنة ( 36 ه ) ، فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعليّ ( عليه السلام ) ، فقال : أخرجوني وادعوا الصلاة جامعة ، فوضع على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيِّ وآله ، ثمّ قال : أيُّها الناس ! إنّ الناس قد بايعوا عليّاً ، فعليكم بتقوى الله وانصروا عليّاً وآزروه ، فوالله إنّه لعلى الحقِّ آخراً وأوّلا ، وإنّه لخير مَن مضى بعد نبيِّكم ( صلى الله عليه وآله ) ومَن بقي إلى يوم القيامة ، ثمّ أطبق بيمينه على يساره ، ثمّ قال : اللّهُمّ اشهد أنّي قد بايعتُ عليّاً ( عليه السلام ) . قال لابنيه صفوان وسعد : احملاني وكونا معه فستكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلقٌ من الناس ، فاجتهدا أن تستشهدا معه ، فإنّه والله على الحقّ ومَن خالفه على الباطل . ومات حذيفة ( رضي الله عنه ) بعد هذا اليوم بسبعة أيّام ، وقيل : بأربعين يوماً ، ونفّذ الولدان البارّان وصيّة أبيهما ، واستشهدا يوم صفّين وهما يُقاتلان إلى جانب عليّ ( عليه السلام ) [2] .
[1] انظر ترجمته في : أعيان الشيعة : 4 / 45 ، ورجال ابن داود : 60 / 288 ، وتأسيس الشيعة : 323 ، ورجال الطوسي : 37 / 3 ، ومعجم رجال الحديث : 4 / 11 ، والتاريخ الكبير : 2 / 207 ، ومستدرك الحاكم : 3 / 564 ، وأُسد الغابة : 1 / 256 ، وتاريخ الإسلام : 3 / 143 ، وسير أعلام النبلاء : 3 / 189 / 38 ، والعِبر : 1 / 65 ، وتهذيب الكمال : 182 ، وتذكرة الحفّاظ : 1 / 40 ، وتهذيب التهذيب : 2 / 37 ، والإصابة : 1 / 213 ، وشذرات الذهب : 84 / 1 . [2] مروج الذهب للمسعودي : 3 / 65 - 66 ، و 425 - 426 .