responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المهمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن محمد أحمد المالكي ( ابن الصباغ )    جلد : 1  صفحه : 296


وقيتُ بنفسي خيرَ من وطئ الثرى * وأكرم خلق طاف بالبيت والحجر وبِتُّ أُراعي منهُمُ ما يسوؤني * وقد صَبَرت نفسي على القتل والأسر وباتَ رسول اللهِ في الغار آمناً * وما زال في حفظ الإله وفي السرّ [1] فهذا ممّا يشهد له بقوّة جنانه ، وثبات أركانه ، وتبريزه على نظرائه [2] وأقرانه ، من أبطال الحرب وشجعانه .
ومن كلام بعضهم : واعجباه ! هذا فداه بنفسه من الكفّار ، وهذا ساواه بنفسه في الغار ، وهذا آنسه في مسيره ، وهذا بات على سريره ، وهذا أنفق ماله عليه ، وهذا بذل مهجته بين يديه ، وكلّ [3] منهما سعيه مشكور ، وفضله مشهور ، وهو على صنيعه مثاب ومأجور [4] .



[1] في ( د ) : الستر .
[2] في ( أ ) : نظائره .
[3] في ( ب ) : فكلّ .
[4] لاَ نريد التعليق على هذا الكلام الّذي ينقله ابن الصبّاغ عن الغزالي " ومن كلام بعضهم . . . الخ " ولكن نسأل القائل ما وجه المقارنة هنا بين المساواة في الغار والأُنسة في المسير وبين الفداء بنفسه والّذي نزل بحقّه ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوف بِالْعِبَادِ ) والّتي أطبق المؤرّخون على أنها نزلت في عليّ ( عليه السلام ) ، وسبق وأن دللنا على ذلك بالمصادر الّتي ذكرناها سابقاً كشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني : 1 / 123 ح 133 وما بعده ، والثعلبي في الكشف والبيان : 1 / 117 ، والرازي في تفسيره : 2 / 152 ، وغيرهم كثير . إذاً أوّل من شرى نفسه لله عزّوجلّ عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقد ذكر أبو جعفر الإسكافي على ما رواه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة : 1 / 789 ط الحديثة ببيروت قال : وقد روي أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتّى يروي أنّ هذه الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ) وأنّ الآية الثانية هي في ابن ملجم وهي قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ) فلم يقبل ، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل ، فبذل له ثلاث مائة ألف فلم يقبل ، فبذل أربعمائة ألف فقبل وروى ذلك . فلاحظ بعض مخازي سمرة في الشرح المختار المذكور : 792 ، فإذا كانت المقارنة من هذا الباب فلا عتب ولا استدلال . هذا أوّلا . وثانياً : يقول صاحب كتاب مطالب السؤول نقلا عن الإحقاق : 3 / 45 بأنه ( عليه السلام ) بات في المضطجع والمشركون مجمعون على أخذه وقتله ، ولم يضطرب لذلك قلبه ولا اكترث بهم . . . وأقام بمكة وحده بينهم ثلاث ليال بأيامها يردّ الودائع . . . ثمّ خرج وحده من مكّة مع شدّة عداوتهم . فلو لم يكن الله تعالى قد خصّ قلبه بقوّة وجنانه بثبات ونفسه بشهامة لاضطرب في هذا المقام . والنبيّ موسى ( عليه السلام ) مع درجة النبوّة لكن لمّا أمره بإلقاء عصاه فألقاها فلمّا صارت حيّة خاف واضطرب وولّى مدبراً كما قال تعالى : ( أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الأَمِنِينَ ) القصص : 31 . فلم يمكنه أن يخالف الأمر ، وكان عليه كساء فلفّ طرف الكساء على يده ليأخذها فقال : مالك يا موسى ؟ أرأيت لو أذن الله تعالى لها في أذاك أرادّ عنك كساءك ؟ فقال : لاَ ، ولكنّي ضعيف ومن ضعف خُلقت ، فالنفس البشرية هذا طبعها . وكذلك أُمّ موسى ( عليه السلام ) لولا أن ربط الله على قلبها فلم تنطق مع اضطراب القلب . فلولا أنّ الله تعالى منح علياً ( عليه السلام ) قلباً متصفاً بالقوّة الثابتة لكان مع امتثال أمر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) وأمنه من تطرّق الأذى إليه لقول النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يضطرب بالنفس البشريّة ، وهذا لما حدث لغيره ( إِذْ يَقُولُ لِصَحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) التوبة : 40 . فانظر المحاججة الّتي أقامها المأمون على فقهاء عصره بقصّة ليلة المبيت في الإحقاق : 3 / 189 وغيره من الكتب الّتي أشرنا إليها سابقاً . وثالثاً : روى في المناقب لابن شهرآشوب : 2 / 58 وغيره عن مجاهد قال : فخرت عائشة بأبيها ومكانه مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الغار ، فقال عبد الله بن شدّاد بن الهاد : فأين أنتِ من عليّ بن أبي طالب حيث نام في مكانه ، ويرى أنّه يُقتل ؟ فسكتت ولم تحر جواباً . وشتّان بين قوله ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ) وبين قوله ( لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) وكان النبيّ معه يقوّي قلبه ، ولم يكن مع عليّ ، وهو لم يصبه وجع وعليّ يرمى بالحجارة ، وهو مختف بالغار وعليّ ظاهر للكفار . وانظر المسترشد في إمامة أمير المؤمنين : 433 ، الخصائص لابن البطريق : 98 ، كشف اليقين : 90 ، بحار الأنوار : 38 / 289 ، و : 36 / 48 و 49 ، إعلام الورى : 191 ، الطرائف : 33 ، العمدة : 340 ، دلائل الصدق : 2 / 538 ، الشافي للسيّد المرتضى : 4 / 25 ، الغدير : 2 / 48 ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : 40 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 33 ، الطرائف لابن طاووس : 407 ، اختيار معرفة الرجال : 1 / 130 ، كفاية الطالب : 115 ينابيع المودّة : 105 . وهاهو شعر الصاحب بن عبّاد الّذي شرحه القاضي جعفر بن أحمد البهلولي اليماني : 85 ط بغداد : قالت : فَمن بات من فوق الفراش فدىً * فَقُلْتُ : أثبَتُ خَلْقِ الله في الوَهَلِ ورابعاً : قال الإستر آبادي في هامش رجال الكشّي : 1 / 131 : إنّ همّه و حزنه وفزعه وانزعاجه وقلقه حين إذ هو مع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) المأمور من تلقاء ربه الحفيظ الرقيب بالخروج والهجرة والموعود من السماء على لسان روح القدس الأمين بالتأييد والنصرة ممّا يكشف عن ضعف يقينه وركاكة إيمانه جداً . وخامساً : انّ إنزال الله السكينة عليه ( صلى الله عليه وآله ) فقط لاَ على صاحبه ولا عليهما جميعاً مع كون الصديق أحوج إلى السكينة ، حينئذ فقلقه وحزنه يدلّ على أنه لم يكن أهلا لذلك ، وإرجاع الضمير في " عليه " على أبي بكر كما يقول البيضاوي هو فرق لاتفاق المفسّرين ، وذلك لأن الضمير في " أيّده " و " عليه " في الجملتين المعطوفة والمعطوفة عليها يعودان إلى مفاد واحد . ( انظر للمزيد كتاب الاحتجاج : 2 / 499 - 501 ، وكنز الفوائد للكراجي : 2 / 48 ، والكشكول للبحراني : 2 / 5 ) .

296

نام کتاب : الفصول المهمة في معرفة الأئمة نویسنده : علي بن محمد أحمد المالكي ( ابن الصباغ )    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست