وجاء النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فحمله معه إلى منزل أُمّه [1] . قال عليّ بن الحسين : فوالله ما سمعت بشيء حسن قطّ ، إلاّ وهذا من أحسنه [2] . وكان مولد عليٍّ ( رضي الله عنه ) بعد أن دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بخديجة رضى الله عنها بثلاث سنين وكان عمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم ولادة عليّ ( رضي الله عنه ) ثمانياً [3] وعشرين سنة والله أعلم .
[1] ذكر صاحب السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية : 1 / 176 عن فاطمة بنت أسد أُمّ عليّ ( عليه السلام ) أنّها قالت : لمّا ولدته سمّاه ( صلى الله عليه وآله ) عليّاً وبصق في فيه ، ثمّ أنّه ألقمه لسانه فما زال يمصّه حتّى نام . قالت : فلمّا كان من الغد طلبنا له مرضعة فلم يقبل ثدي أحد ، فدعونا له محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) فألقمه لسانه فنام ، فكان كذلك ما شاء الله تعالى . والخلاصة : اختلف العلماء في تسميته بعلي ( عليه السلام ) فقال بعضهم : هو اسم سمّته به أُمّه عند ولادته . وقال قسم آخر : إنما سمّته أُمّه حيدرة بدليل قوله ( عليه السلام ) يوم خيبر " أنا الّذي سمّتني أُمّي حيدرة " ، فلمّا علا على كتفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكسر الأصنام سُمّى علياً من العلوّ والرفعة والشرف . انظر الاستيعاب لابن عبد البرّ المالكي بهامش الإصابة : 3 / 26 ، تذكرة الخواصّ لابن الجوزي الحنفي : 15 و 16 ط بيروت . وقيل إنّ أُمّه لقّبته حيدرة وهو صغير كما تدلّ على ذلك أخبار كثيرة منها في مسند أحمد بن حنبل : 4 / 263 عن عمّار والنسائي في الخصائص : 129 ح 149 الطبعة الثانية ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 190 ح 1090 ، وتاريخ دمشق : ح 1377 ، وفرائد السمطين : باب 70 ح 324 ، ومجمع الزوائد : 9 / 137 ، وكنز العمّال : 6 / 399 . [2] غاية المرام : 13 ب 3 من المقصد الأوّل ح 1 ، المناقب لابن المغازلي الشافعي : 6 / 3 . [3] وفي ( د ) : ثمانية .